العدد 5123
الإثنين 24 أكتوبر 2022
banner
مرحبًا بسلطان عمان
الإثنين 24 أكتوبر 2022

تتزيّنُ مملكة البحرين اليوم احتفاءً واستقبالًا لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، الذي يزور البحرين تلبية لدعوة كريمة من أخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وهي الدعوة التي تؤكد مدى رسوخ وقوة العلاقات بين القيادتين الحكيمتين والحرص على تعزيز العلاقات الأخوية الوطيدة والمتميزة التي أرساها الآباء والأجداد وتوثيق الروابط الثنائية بين البلدين والارتقاء بها لآفاق أكثر رحابة في مختلف المستويات، كما تعبر

عن عمق المودة والمحبة التي يكنّها شعب البحرين لإخوانه في سلطنة عمان.
تحمل هذه الزيارة رسائل ودلالات عدة أهمها وفي صدارتها ما تجسده من تقارب بين البلدين وتواصل دائم بينهما على الصعيدين الرسمي والشعبي، والبناء على هذا الرصيد المتين لمزيد من التعاون في جميع المجالات الممكنة والمثمرة للبلدين، مع توافر الكثير من المشتركات والأسس الصلبة التي تدفع قدمًا بهذه العلاقات التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ وتحافظ عليها كنموذج راسخ للعلاقات الأخوية.

من أبرز هذه المشتركات ما تتّسم به السياسة الخارجية للبلدين من رصانة ومسؤولية وانفتاح واعتماد على الحوار والتفاهم ومد جسور التعاون مع مختلف الدول، والإيمان بأهمية العمل الجماعي البنّاء ونشر قيم التسامح والتعايش لتحقيق المصالح المشتركة للجميع، واللجوء دائمًا إلى الحلول السلمية للأزمات والصراعات المختلفة.

يضاف إلى ذلك الدور المحوري للبلدين على الأصعدة الخليجية والعربية والإقليمية، وإسهاماتهما الكبيرة في تعزيز العمل العربي المشترك وخدمة القضايا العربية والإسلامية، وفي تعزيز جهود الأمن والاستقرار والتنمية والرخاء لدول المنطقة وشعوبها.

وتأتي جهود التنمية المتواصلة في البلدين كقاسم مشترك آخر ومهم يدفع لمزيد من التعاون والتقارب، فمملكة البحرين تسعى لتحقيق رؤية “البحرين الاقتصادية 2030”، كما أن سلطنة عمان تسعى لتحقيق “رؤية عمان 2040”، والرؤيتان تهدفان إلى مزيد من النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.

وتعد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين بمثابة الرابطة المؤسسية التي تعمل على تحويل التطلعات والأهداف إلى حقائق وواقع معاش، من خلال ما تنجزه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم تشمل مختلف مجالات العمل المشترك السياسي والاقتصادي والاجتماعي وغيرها من المجالات التي - مع تنفيذها وترجمتها - سيتدفق أثرها الإيجابي على الأصعدة التنموية والاقتصادية والمالية والاستثمارية والتجارية. ولا شك أن زيارة السلطان هيثم بن طارق المعظم سوف تحمل وتثمر مزيدا من الاتفاقيات التي تسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك.

إننا نرى في سلطنة عمان الدولة المتحضرة والمنفتحة والمتطورة التي حققت، وما تزال، مثلها مثل مملكة البحرين الكثير من المنجزات والإنجازات، ونفرح ونسعد دومًا بهذا التواصل الأخوي المستمر بين القيادتين والشعبين، فهذا نهج حكيم وراسخ ومدعاة للفخر والاعتزاز، على أن تتمسك الأجيال القادمة بهذا التلاحم وتحافظ على هذا الترابط، لما يجمع بين البلدين من روابط وصلات ومصير مشترك وعلاقات أخوية تزداد قوة يومًا بعد يوم.

ونقول للسلطان هيثم بن طارق المعظم: حياك الله في بلدك الثاني مملكة البحرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية