العدد 5086
السبت 17 سبتمبر 2022
banner
هل تتأزم العلاقات الإسرائيلية الأميركية بسبب الاتفاق النووي؟
السبت 17 سبتمبر 2022

يُخطئ من يظن أن العلاقات الإسرائيلية ـ الأميركية يمكن أن تكون ضحية لأية تفاهمات جديدة بين واشنطن وطهران لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، فالمسألة ليست بالسطحية التي يتخيلها بعض المراقبين والمحللين، والتحالف الاستراتيجي الإسرائيلي ـ الأميركي لا يتعرض لاختبار قوة كما يُعتقد، والمسألة برمتها تدور في حلقة التنسيق المتبادل للوصول إلى أفضل البدائل التي تضمن مصالح الحليفين. يائير لابيد رئيس الوزراء الإسرائيلي قال مؤخراً إن إسرائيل تتمتع بحرية كاملة في منع أي تهديد نووي، وأنه لا قيود أميركية على قرار إسرائيل في حال قررت منع تهديد نووي محدق، وما أعتقده أن الرجل لم يقل سوى الحقيقة بحذافيرها، فلا إسرائيل يمكن أن توافق على قبول قيود تضعها الإدارة الأميركية، لاسيما فيما يتعلق بأمنها القومي، ولا إدارة الرئيس بايدن يمكن أن تغامر بمقايضة توقيع تفاهمات نووية مع إيران مقابل التخلي بأية درجة من الدرجات عن التزامها الثابت بأمن إسرائيل.
هناك حقائق عدة تستحق تسليط الضوء عليها عند مناقشة هذه المسألة، أولها ضرورة التسليم بوجود مستوى عال من التنسيق والتعاون المؤسسي بين إسرائيل والولايات المتحدة، والأمر هنا لا يتعلق بإدارات ديمقراطية أو جمهورية، أو هوية من يتولى الحكم في إسرائيل، بل هو تنسيق بين دولتين يمضي بوتيرة ثابتة قد يتقدم أو يتباطأ نسبياً بحكم تأثير كيمياء العلاقات الشخصية بين القادة، لكن تبقى هناك خطوط ثابتة لا يتجاوزها نزولاً مهما كانت الظروف والأسباب. ثاني هذه النقاط أن المسألة لا تتعلق فقط بتحالف استراتيجي راسخ ولكن بمصالح مشتركة للحليفين، وهو أمر يمكن استنتاجه بسهولة من واقع البيئة الأمنية المعقدة في الشرق الأوسط، حيث تؤكد المعطيات جميعها أنه لا غنى لإسرائيل عن الدعم الاستراتيجي الأميركي، ولا يمكن للولايات المتحدة الاحتفاظ بنفوذها في هذه المنطقة من دون دعم وتعاون إسرائيلي، أما على صعيد التعاطي مع إيران تحديداً، يمكن القول إنه يصعب على إسرائيل توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية ما لم تحصل على ضوء أخضر أميركي صريح، لأن الأمر لا يتعلق فقط بالشق العملياتي للهجوم بل يرتبط بتوابعه وتداعياته العسكرية والسياسية والاستراتيجية، مع الأخذ بالاعتبار قدرة إيران على تحريك ميلشيات مناطقية واسعة في منطقة الشرق الأوسط، وهذا يستدعي ضرورة توافر حائط صد أميركي قوي على المستوى العسكري، وبالدرجة ذاتها على الصعيد السياسي والأمني. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .