العدد 5072
السبت 03 سبتمبر 2022
banner
ماذا حقق “اتفاق إبراهيم” بعد عامين؟
السبت 03 سبتمبر 2022

نعيش هذه الأيام ذكرى مرور عامين على توقيع اتفاق السلام الإبراهيمي بين دولة الإمارات وإسرائيل في عام 2020، حيث بات السلام واقعاً استراتيجيًا حقيقياً يسري في علاقات البلدين في المجالات كافة: السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والاستثمارية، وحيث حقق التبادل التجاري الثنائي بين الإمارات وإسرائيل رقماً لافتاً عقب تطبيع العلاقات مباشرة، أي في عام 2021، وبلغ نحو 1.2 مليار دولار أميركي.
وهناك توقعات بوصول أرقام هذا التبادل إلى نحو 10 مليارات دولار في غضون السنوات الخمس المقبلة، ما يعني أننا امام حالة سلام فعلية وليس مجرد اتفاقات بروتوكولية حبيسة الأدراج والأوراق، وهذا بحد ذاته أحد أهم مكاسب الاتفاق، الذي نقل السلام من الغرف المغلقة إلى المجال الرسمي والشعبي العام في علاقات الطرفين. مرور عامين على هذا الاتفاق الاستراتيجي يمثل فرصة لتقييم الأوضاع ومآلات الاتفاق ونتائجه، وفي هذا الإطار يمكن القول إن الاتفاق حقق نتائج عدة، بخلاف ما أشرت إليه سالفاً، أولها إيجاد بيئة إقليمية أكثر استقراراً، حيث ترسخت ثقافة السلام وانتشرت في أرجاء المنطقة، وأصبحت مفهوماً شائعاً، وتمددت على حساب مفاهيم أخرى مثل “الحروب” و”العدو” ومفردات أخرى ظلت لسنوات وعقود طويلة مؤشراً على حالة صراعية كامنة تحاول تنظيمات التطرف والإرهاب النفخ فيها وتوظيفها لمصلحتها سواء في ظروف المواجهات بين الفلسطينيين وإسرائيل، أو في أية مناسبات أخرى عابرة.
ثاني هذه النتائج نجاح دولة الإمارات في بناء علاقات متوازنة قوية معلنة مع كل الأطراف الشرق أوسطية، حيث نجحت الدبلوماسية الإماراتية عقب تطبيع العلاقات رسمياً مع إسرائيل، في مواصلة سياسة مد الجسور والتركيز على المصالح الواقعية واستئناف العلاقات رسمياً مع إيران من خلال عودة السفير الإماراتي مؤخراً لطهران، وقبلها تصحيح مسار العلاقات الإماراتية ـ التركية، وطي صفحة الخلاف وتدشين مرحلة جديدة من التعاون المشترك، ما يعكس حرص الإمارات على إيجاد بيئة إقليمية آمنة ومستقرة توفر الظروف المناسبة لمواصلة تحقيق الأهداف التنموية الإماراتية من خلال تحقيق أقصى عوائد استراتيجية لشبكة العلاقات الإماراتية الإقليمية والدولية، ولتثبت الإمارات من خلال إدارة هذه العلاقات بشكل عقلاني متزن أن حديثها عن المصالح المشتركة والبيئة الأمنية الإقليمية المستقرة لم يكن نوعاً من المناورة السياسية، بل كان انعكاساً لتخطيط استراتيجي دقيق يستهدف تحقيق مصالح الإمارات وشعبها، ولا يتورط في أية تحالفات أو محاور تحيد بفرص تحقيق هذه المصالح عن وجهتها الفعلية. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .