العدد 5065
السبت 27 أغسطس 2022
banner
كيف يفكر الساسة الأميركان تجاه تايوان؟
السبت 27 أغسطس 2022

بعد نحو أسبوعين من الزيارة التي قامت بها نانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب الأميركي، لتايوان، والتي وصفتها الكثير من الدول والمنظمات بالاستفزازية، قام وفد من الكونغرس يضم خمسة أعضاء برئاسة السيناتور إد ماركي، وهو ديمقراطي من ولاية ماساتشوستس، بزيارة تايبيه ولقاء الرئيسة التايوانية تساي إنغ ون، في خطوة تصب المزيد من الزيت على نار التوترات المشتعلة في مضيق تايوان.
بلا شك الصين نجحت في إدارة أزمة زيارة بيلوسي دبلوماسياً، ومن يعتقد أن عدم تنفيذ تهديداتها التي أطلقتها عشية زيارة بيلوسي، يأتي خصماً من رصيد هيبتها العالمية، فهو مخطئ لسبب بسيط هو أن الخبراء يدركون تماماً طبيعة الشعب الصيني وثقافته وتقاليده العريقة، وقدرته على إدارة مثل هذه المناورات السياسية من دون السقوط في فخ الاستدراج أو التورط في صراعات لا يريدها على الأقل في الوقت الراهن. أحد أبرز مكاسب الصين من وراء زيارة الوفود الأميركية تتمثل في حشد الرأي العام العالمي دعماً للموقف الدبلوماسي الصيني، حيث تقاطرت مواقف الدول والحكومات دعماً للموقف الصيني بشأن تايوان، حتى أن موقف بيلوسي ونواب الكونغرس لم يحظ سوى بإيماءات تأييد جاءت على استحياء من العواصم الغربية المؤيدة للسياسات الأميركية تجاه الصين، وتحديداً أعضاء حلف الأطلسي.
موقف الصين في إدارة ملف تايوان اكتسب قوة إضافية عقب زيارة بيلوسي ونواب الكونغرس، فالمسألة لم تعد تقتصر على دعم سياسة “صين واحدة”، بل امتدت إلى كشف وفضح السياسات الأميركية التي تغامر بأمن واستقرار العالم وتكاد تشعل حرباً كبرى أخرى في وقت يعاني فيه العالم أشد المعاناة جراء استمرار الحرب في أوكرانيا.
لم يعد هناك شك لدى الكثيرين حول العالم بشأن افتقار السياسات الأميركية المسؤولية بل والذكاء المفترض توافره لدى قوة عالمية مثلها، حيث غامرت واشنطن بالتورط في تأجيج الصراع الأوكراني، بدعاوى وحجج مختلفة، وتسعى الآن لتكرار السيناريو ذاته في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية وتوتراً، شرق آسيا، حيث الصين القوة الدولية الصاعدة، والكوريتان واليابان وقوى نووية أخرى مثل الهند، ما يعني أن اندلاع حرب هناك يضع العالم بأكمله أمام سيناريو كارثي لا مفر منه. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية