+A
A-

جلسة حوارية تناقش رواية "خواطر حمار"

نظم مختبر سرديات البحرين جلسة حوارية في مقهى أسرة الأدباء والكتاب، تناولت رواية "خواطر حمار" للكاتبة روسية المولد فرنسية الثقافة الكونتيسة دي سيغور (1799-1874).

في البداية عرض الكاتب في مجال أدب الأطفال واليافعين حسين خليل ورقة تناول فيها الأدوات الفنية التي استخدمتها الكاتبة، وعرّج على المضامين التي يحتويها النص، واختتم بإثارة مسألة الفروق بين أساليب الكتابة للناشئة قبل نحو مئتي عام "زمن كتابة النص" وبين الأساليب المتبعة اليوم.

من جهته تحدث رئيس مختبر سرديات البحرين الناقد فهد حسين عن حضور الحيوان في الأدب الذي يمتد بامتداد عمر الأدب ذاته، والأسباب التي ساهمت في بروز هذا النوع من الأدب.

كما تحدث عن الغايات المتوخاة من حضور الحيوانات في الأدب ومنها التوجيه والوعظ، أو نقد الواقع المعيش سواء الأخلاقي أو السياسي.

كما تطرق إلى عدد من الأعمال الأدبية التي وظفت الحيوانات، ومنها رواية "مزرعة الحيوان "لجورج أوريل، ورواية "قلب كلب لبولغاكف"، وفي الأدب العربي أمثلة متعددة منها روايتي "فئران أمي حصة" و"ناقة صالحة "لسعود السنعوسي، ورواية "مذكرات كلب عراقي" للروائي عبد الهادي السعدون.

كما تداخلت الروائية والقاصة شيماء الوطني، وأكدت أن هذا العمل هو رواية رمزية في دلالتها، تتحدث عن مفاهيم أخلاقية ليست حكراً على عالم البشر من خلال مواقف عديدة يتعرض لها الحمار "كديشون" بطل الرواية.

كما ذكرت أن الترجمة لم تكن موفقة تماما، ولكن يمكن تجاوزها بما لا يخل بالبناء الروائي، وبما يوصل الأفكار العامة التي أرادت الكاتبة إيصالها خصوصاً مسألة التعاطي مع الواقع من منطلق المسلمات والقوالب الجاهزة.

القاصة والشاعرة منار السماك علقت بأن كاتبة العمل أرادت إيصال رسالة تدعو فيها لتغيير بعض المفاهيم غير الإنسانية في عالم البشر، وتعبر عن رفضها للظلم بكل أشكاله، من خلال صور وأحداث ولغة ماتعة.

ورأت أن سرد الأعمال الأدبية على لسان الحيوانات هو أسلوب للمراوغة من قبل الكتاب؛ خوفًا من المساءلة أو المسؤولية.

القاصة والأكاديمية زكية شبر نوهت بتميز الرواية بالأسلوب المرن والمفردات السهلة والتي خلت من التعقيد.

وذكرت أن اختيار الكاتبة شخصية الحمار ليكون المتحدث الأساسي منذ بداية الرواية حتى نهايتها هو بسبب ارتباطه بحياة الريف وبحياة الإنسان البسيط. كما تم تقديم شخصية الحمار كشخصية متذمرة على الواقع ولا تقبل به، وتسعى لحياة أفضل، فنراه يعصي من يؤذيه ويخرج عن دائرة العوائل التي تسبب له الأذى، ثم يعتمد على نفسه ليحصل على قوت يومه.

ورأت شبر أن زبدة العمل تكمن في تناول مسألة الطبقية والعبودية التي كانت رائجة آنذاك.

القاص علي الفردان وعند تطرقه للنواحي الفنية أكد أن اختيار شخصية الحمار كبطل وراوي كان اختياراً موفقًا؛ لأنه أقرب إلى حالة العبد، ورغم أن الكاتبة تمكنت من إسباغ الصفات الإنسانية على الحمار، بل صورت لنا أدق المشاعر التي تكتنف شخصية اليافع من لعب وتهور وندم وخوف وقلق، لكنها لم ترقَ بعيشته كعبد، ولم ترتفع بشخصيته عن التخلص من العبودية والخدمة للأسياد. كما أن الكاتبة في جعلها للحمار راويًا ومتحدثًا عن تجربته الشخصية، تكون قد قفزت بأسلوبها من الكلاسيكية التي تنتمي إليها إلى ما بعد الواقعية، كذلك نجد هذا التطور ملحوظًا في الوصف المتزامن بالفعل والحركة.

ولخص رأيه في أن الرواية علمت الناشئة الإحسان للخدم، ولكن لم تعلمهم أن الخدم من حقهم أن يكونوا أسياداً.