إحدى المرشحات النشطات، والتي احتلت المركز الثالث في انتخابات 2018 في دائرتها، ذكرت لي قبل أيام أن التيار الديني أو الجماعة الدينية في منطقتها، تواصلوا معها لتنسحب من الساحة بعد أن شعروا باقترابها من الفوز، باعتبارهم الحلقة الأقوى في الدائرة، لكنها ألجمت هذا الاتجاه ولم تعرهم اهتماما وتحدتهم وواصلت حتى نهاية المطاف، لكن لم يكتب الله لها الفوز.
هذه المرة دخلت أيضا غمار التحدي في دائرتها، معتمدة على وعي المواطن وقدرته على التحليل والتفسير والربط، وكشفه القصص التمثيلية للجماعات الدينية وأفرادها الذين يعتبرون أكثر الناس إسرافا في “بيع الحجي” أيام الانتخابات، والغطرسة والتملق النفعي الذي يحاولون إخفاءه.
في الأيام القادمة سيحاول هؤلاء الهيمنة على الشارع والتأثير على عقل ووجدان المواطن، وستبدأ التجارب المسرحية والدرامية، وكل مرشح منهم سيقدم حكاية مصورة ستذهل النقاد الدارسين، وأفلاما ذات أسلوب متقن، وتحمل عناوين دالة مثل “الدفاع عن حقوق المواطن”، “رفع مستوى المعيشة”، “محاسبة المقصرين في المهمات الوطنية من المسؤولين”، فهم الوحيدون الذين يعرفون المفاهيم الأخلاقية والاجتماعية والقيام بدور البطولة وتحمل المسؤوليات، ويملكون رؤية جديدة للإنسان البحريني ودوره في هذا العالم.
لقد تغير المجتمع وتغيرت نظرة الناس “الناخبين” للجماعات الدينية، ومن غير المستبعد أن تحدث مفاجآت في عقر دارهم تخرجهم من سباق الانتخابات مبكرا، فهم مرفوضون ولم يخدموا طوال وصولهم إلى البرلمان سوى توجهاتهم وآيديولوجياتهم، ونصبوا أنفسهم جهاز رقابة على الثقافة والإبداع، ومهاجمة كل عمل مكتوب أو مرسوم أو معروض يحمل رأيا مغايرا لهم، وهذه المرة سيدرك المواطن ببصيرته الواعية حقيقة هذه الجماعات وماذا تريد، ولن يتكرر المشهد مهما كان تكتيكهم عاليا وسوقهم المفتوحة للثرثرة وإيهام الناس بأنهم سينفخون رياح التغيير والصعود بالمواطن.