هل انتخبنا النائب من أجل المال.. هذا السؤال الذي طرحه أحد المواطنين البسطاء في مجلس النائب إبراهيم النفيعي، ليس استعراضا فكريا بدون غاية، لكن غايته أن يسهم في تحقيق قدر من النجاح في عملية اختيار وانتقاء المرشح الأمثل الذي إن حمل وعدا أوفى به، وعمل بكل ما أوتي من “علم وخبرة ودراسة” للنهوض بمستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة.
النواب الحاليون ستصرف لهم 4 رواتب كمكافأة نهاية الخدمة بدلا من قانون التقاعد الذي تم إلغاؤه في عام 2018، وسيخرج كل واحد بـ 14 ألف دينار، ومعهم الشوريون بمبلغ إجمالي يصل إلى أكثر من مليون و130 ألف دينار، لكن السؤال الذي سيصل بنا إلى حافة الجنون وضربات المطر العاصف.. هل يستحق الـ 40 نائبا هذه المكافأة؟ هل يستحق من دخل المجلس ليحقق حياة أفضل لنفسه بمعزل عن المواطن الذي انتخبه هذه المكافأة! هل يستحق أصحاب “الشو” والصحف ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء والثرثرة بالصوت والصدى في معظم الجلسات هذه المكافأة! هل يستحق من ضحك على المواطن وخطط لمسرحيته البديعة في الوصول إلى البرلمان ومن ثم رجع خطوات إلى الوراء متنصلا من مسؤوليته هذه المكافأة؟!
نحن لا نتحدث عن خطة لإنقاذ الموقف، لكن عن نائب تخلى عن مسؤوليته واختبأ تحت المظلة، ومع ذلك خرج بنهاية سعيدة وجيب مليء بـ 14 ألف دينار، والمواطن الذي وثق فيه وانتخبه يزحف كالنملة التي تخطف حبة قمح. أربع سنوات كان في بلاد بعيدة يشرب قهوته في فناء “التطنيش والزعيج والتلاسن”، والمواطن ينتظر عودته كالحالم ويبحث عن واحات الأمل ولكن دون فائدة. 
هناك عدد من السادة النواب الذين عملوا بجد وإخلاص وذمة وأمانة ويعرفهم المواطن جيدا وأسماؤهم تشع كالنور، وعلى رأسهم رئيسة المجلس التي عملت بكل طاقتها لكل ما فيه خير الوطن والمواطن، وهؤلاء يستحقون منا كل التقدير والشكر والامتنان، أما من دخل من أجل “الخزنة” فهو لا يستحق، والحقيقة منحوتة على أخاديد جباههم.