+A
A-

سائق توصيل الطلاب سلمان: هذه حكايتي مع الطالبة الجامعية.. والبحريني أولى من الأجنبي

في يوم مشمس ومزدحم وفي ظل شراء الأهالي المستلزمات اللازمة لأبنائهم لقرب العودة إلى المدارس، انطلقت “البلاد” في جولة مع صاحب الابتسامة والوجه البشوش مالك إحدى حافلات نقل الطلبة سلمان إبراهيم، والذي يمتلك خبرة دامت إلى 18 عاما كونه بدأ مشواره بحافلة صغيرة، وخلال سنة واحدة قرر أن يشتري له حافلة، ومن بعد ذلك تمكن من جمع مبلغ من المال واشترى “باص” أحدث، ومن هنا بدأت الحكاية.

وذكر سلمان أن أسعاره في التوصيل لم تتغير منذ سنوات مراعاة لظروف الأهالي، حيث إن سعر توصيل الطلبة والطالبات إلى المدارس يصل لـ 15 دينارا، و25 دينارا إلى الجامعات. 

وأكد أن “باصه” مهيأ بجميع التجهيزات التي تضمن الأمن والسلامة من كاميرات، قرص يوثق ما تسجله الكاميرات بشكل دائم وصندوق الإسعافات الأولية. 

وأوضح أن علاقة طيبة جدا تجمعه بالطلاب وهم يحبوه، لدرجة أنه في كل صباح يخبرهم أن “أول واحد سيركب الباص سيحصل على حلاوة”، إلا أنه في الحقيقة يفاجئ الجميع بالحلويات والآيسكريم والكثير بقصد إسعادهم ولو بالشيء البسيط اليسير.

 


وأشار إلى أنه على سائقي الحافلات الالتزام بالوقت، التحلي بالأخلاق الحميدة وتكوين علاقة طيبة مع الطلاب والطالبات.

وذكر أن العديد من طلابه وطالباته الذين كان يوصلهم إلى مدارسهم، تقدموا بالعمر وانخرطوا في سوق العمل وما زالوا على تواصل معه. 

ولفت إلى أن فترة قيود جائحة كورونا (كوفيد 19) حتمت عليه العمل في مجالات عدة منها  النخيل، بيع الفاكهة والخضار، الزراعة إلا أنه يعتبر التوصيل رزقه الأساسي والأكثر أهمية بالنسبة له.

وقال سلمان “الجميل في التوصيل أنني غير (محتكر) في منطقة معينة وأتمكن من الوصول إلى جميع المناطق وبكل سهولة”. 


واستذكر سلمان أنه في أحد الأيام أنزل طالبات بالمرحلة الجامعية عند بوابة الجامعة واتجه إلى المنامة وهو في الطريق سمع: “أنا وين”، وحينها  اكتشف أن هناك طالبة كانت نائمة في المقعد الخلفي وللتو استيقظت، حيث رد عليها بنبرة ضحك “غربلتيني.. أوديج وين الحين؟”، وتواصل مباشرة مع والدها، والذي أخبره أن ينزلها في “المصلى” وبالفعل أوصلها.

واختتم ”نحن البحرينيين إذا اشتغلنا في مهنة نحرص على تأديتها بالشكل الصحيح، فنتمنى من الأهالي عدم الاتجاه إلى الغريب بدلاً منا كوننا ننتج إلى البلد، والأهم نحرص على تقديم الرعاية للأطفال خصوصا عند توصيلهم، فالبحريني قادر على العطاء في جميع المجالات“.