+A
A-

"شبح" فيلم إماراتي متقن في قصته قبل تقنياته العالية

شاهدت لكم الفيلم الإماراتي العالي في قصته والتقنيات والخدع البصرية المتقنة ”شبح“ مؤخرا في على شاشة شركة البحرين للسينما ”سينيكو“ كإضافة جديدة للمخرج والكاتب والمنتج عامر سالمين المري، بعد عرضه الأول في الإمارات، ويعد الفيلم التجربة السينمائية الثانية لعامر المري من حيث الكتابة والإخراج، بعد فيلمه الأول "عاشق العموري"، الذي حقق نجاحا فنيا وجماهيريا بعد عرضه العام 2018، والذي حصد العديد من الجوائز العربية والعالمية. 

يشارك في أدوار بطولة ”شبح“ مجموعة من المواهب المحلية منهم مريم سلطان، عبدالله الجنيبي، آلاء شاكر، حميد العوضي، خالد النعيمي، ومايد البلوشي، إضافة إلى 4 وجوه جديدة على السينما الإماراتية وهم كانو الكندي، رحاب المهيري، لُبنى الحسن، وراسم حمدان.

يعتبر الفيلم تجربة سينمائية محلية فريدة من نوعها، تجمع بين التشويق والإثارة والغموض، وتدور أحداثها حول صراع عائلي على إرث قديم، من خلال قصة جدة تطالبه بأن يعيش جميع أفراد عائلتها معا في منزل العائلة الكبير قبل أن توافق على بيعه، وتبدأ المغامرة عندما تنتقل العائلة من أبوظبي إلى منزل العائلة لمواجهة العديد من الأحداث المرعبة والغامضة، ويواجهون شبحا يحاول تخويفهم ومنعهم من بيع المنزل في قصة اجتماعية تدور حول جشع الناس للميراث، ويجسد صراعا بين 3 عائلات في مشاهد درامية مركزة بصورة ممتازة، في بيت قديم يعود لأسلافهم لتقسيم الميراث بينهما، ويمزج الفيلم بين التشويق والغموض خصوصا مع محاولة "أبو حارب" معرفة ما حدث لعائلته في الماضي لكشف اللغز واكتشاف أسباب هذه الظاهرة التي شهدها هو وعائلته بعد دخولهم منزل العائلة“.

في الفيلم استطاع المري إحداث فرق كبير بين عمله الماضي والجديد في كل شيء تقريبا، فهو يقدم تجربة مختلفة في ”شبح“من خلال مجهودات الكبيرة التي جاءت من إتقان اللقطات العامة في الفيلم والحوارات، فهو فيلم يجمع التشويق والإثارة والتقنيات العالية سواء في التصوير أو استخدام الذكاء الصناعي في تقديم شخصية الخيال ”الشبح“ في سرد ​​درامي جميل جدا، ومشاهد ”أكشن“ مخيفة لم أكن أتصور أبدا أن أرى فيلما إماراتيا بهذا المستوى العالي وأيضا الكتابة السلسلة للأحداث وكيف تستطيع ربطها بذكاء وبعيدا عن التطويل أو تقديم المشاهد ”المقززة“ أو ”الدموية“، بل ركز المخرج عامر سالمين المري على القصص التي نسمعها والخيال الذي يدور حول الأشباح وظهورها في حياتنا لأسباب معينة، من خلال تقديم ألغاز لربط الأجزاء المفقودة منه في فيلم مرئي جدا أفقي وسهل.

بحسب المخرج استغرق تصوير الفيلم شهرا كاملا في مواقع مختارة، منها العين وأبوظبي، خصوصا في استوديوهات المنطقة الإعلامية في أبوظبي twofour54، وذلك ضمن خطة إنتاج ضخمة ركزت على جودة وقيمة المحتوى المرئي، كرهان إبداعي رابح وهذا ما ظهر جليا منذ بداية الأحداث في الفيلم الذي جمع توليفة غنية من الفنانين والمواهب الشابة، وهو تحد كبير للمخرج لوجوده وسط مدرستين مختلفتين في العمر من خلال الإنتاج الفني، ولكن النتيجة كانت مذهلة للانسجام الكبير لفريقه وهذا كان جليا من خلال أحداث الفيلم.