العدد 5030
السبت 23 يوليو 2022
banner
كيف ألجم الجبير مذيع الـ “CNN”؟
السبت 23 يوليو 2022

قام وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير بعدد من المقابلات التلفزيونية على هامش قمة جدة التي استضافتها المملكة العربية السعودية الشقيقة، عدد منها إن لم تكن جميعها تستحق بل يجب على جميع الإعلاميين والسياسيين مشاهدتها، ففيها العديد من الدروس التي لطالما عكفت المملكة بقادتها ومسؤوليها على إعطائها للعالم، فبجانب اللغة الإنجليزية الفصيحة التي عرف بها الجبير وشخصيته الكاريزماتية وهدوئه المربك، فإن سرعة بديهته وفصاحته اللغوية وإجاباته الرصينة والمفحمة كانت محل تقدير وإبهار للعالم بأسره.
لكن تبقى مقابلة الجبير مع قناة CNN الأميركية بالنسبة لي أكثرها تشويقاً وإبهاراً، فمعالي الوزير تعامل مع أسئلة المذيع المستفزة بحكمة واقتدار، واستطاع من خلالها الإجابة بكل مصداقية، بل حتى أنه قام بقلب الطاولة على المذيع الذي حاول أن يحرج معاليه، إلا أنه أحرج نفسه قبل أن يحرج أجهزة الولايات المتحد الأميركية التي استشهد بها. 
فعندما سأل وولف بليتزر الجبير عن قضية خاشقجي، وهل قام الرئيس الأميركي بالحديث مع ولي العهد السعودي حول الموضوع، أجاب بأنه تم طرحه خلال مراسم الاستقبال، وأن المملكة تعتبر ما حدث مأساة وأنها قامت بمحاسبة المسؤولين، إلا أن المذيع حاول مباغتة معاليه عندما عاد ليسأله إذا ما تم طرح الموضوع مرة أخرى، ليجيبه بأنه ليس هناك ما يمكن إضافته، فالخطأ وارد كما ورد في حالة سجن أبوغريب التي تورطت بها واشنطن، بليتزر برر سؤاله على أنه يستند للتقرير الاستخباراتي لواشنطن، وأنها تحوي رأيا آخر لا يتوافق مع ما أعلنت عنه المملكة، ليعود الجبير بكل كياسة دبلوماسية وحذاقة إعلامية ليجيب بأننا جميعاً نعي مصداقية الاستخبارات الأميركية التي قادت لحرب على العراق بعد أن أكدت أن بغداد تمتلك أسلحة نووية، إثر تلك المعلومات قامت واشنطن بشن حرب على العراق قبل أن يتبين أنه خال من تلك الأسلحة، في إشارة إلى أن الاستخبارات الأميركية مصدر غير دقيق، ولا يمكن الاتكاء عليه، ليرتد السؤال عل المذيع بطريقة لم يكن يتوقعها بعثرت أوراقه وعرته أمام مشاهديه. نعلم أن الإعلام وسيلة من وسائل السياسيين، وبأنهم يسعون في الكثير من الأحيان للتصيد في الماء العكر، لذلك فإن وجود قامات سياسية ذات إمكانيات إعلامية كمعالي الوزير عادل الجبير مطلب أساسي خصوصاً لدولنا التي مازالت تعاني من الهجمات الخارجية المغرضة.. حفظ الله المملكة العربية السعودية وجميع الدول العربية من كيد الكائدين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية