+A
A-

الركود ونتائج الشركات يحدّدان سيناريوهات "وول ستريت"

مع انقضاء نصف أول "بائس" من العام على سوق الأسهم، يقوم المستثمرون بتقييم ما إذا كان يمكن للاقتصاد الأميركي تجنب حدوث انكماش كبير، بينما يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لمحاربة أسوأ تضخم منذ عقود.

سيكون للإجابة عن هذا السؤال تأثير مباشر على الأسواق. ويقول المحللون الاستراتيجيون إن الركود الاقتصادي إلى جانب أرباح الشركات الضعيفة يمكن أن يدفع مؤشر S&P 500 للانخفاض بنسبة 10٪ إضافية على الأقل، مما سينجم عنه تفاقم الخسائر التي دفعت المؤشر القياسي للانخفاض بنسبة 18٪ منذ بداية العام حتى تاريخه.

على العكس من ذلك، في سيناريو يتضمن زيادات قوية في الأرباح وتضخماً معتدلاً، يمكن أن ترتد الأسهم إلى حيث بدأت العام، وفقاً لأهداف التسعير لبعض المحللين.

في الوقت الحالي، "يتوقع المستثمرون أن نشهد تباطؤاً"، على حد قول ليندسي بيل، كبير الأسواق واستراتيجيي المال في Ally. وأضاف: "السؤال الكبير هو ما مدى عمق هذا التباطؤ؟".

تعرضت قضية الانكماش الاقتصادي الوشيك لضربة يوم الجمعة، بعد أن أظهر تقرير لوزارة العمل أن أرباب العمل قاموا بتوظيف عمال أكثر بكثير، مما كان متوقعاً في يونيو، مما أعطى بنك الاحتياطي الفيدرالي ذخيرة لرفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أخرى هذا الشهر.

وقالت أوكسفورد إيكونوميكس في مذكرة: "يشير تقرير التوظيف لشهر يونيو إلى أن الاقتصاد ليس على أعتاب ركود، ناهيك عن أن يكون في حالة ركود".

وتوقعت المزيد من تقلبات السوق "وسط تصاعد التكهنات بشأن ما سيفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي".

من المتوقع الحصول على مزيد من المعلومات الأساسية حول مسار الاقتصاد في وقت لاحق من هذا الشهر، حيث ستتدفق تقارير أرباح الربع الثاني خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وسيقوم المستثمرون بتحليل بيانات جديدة، بما في ذلك تقرير أسعار المستهلكين لشهر يونيو الذي ستتم مراقبته عن كثب يوم الأربعاء.

وعلى الرغم من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قال إنه واثق من تحقيق ما يسمى بـ"الهبوط الناعم"، عن طريق خفض التضخم دون إزعاج الاقتصاد، يعتقد بعض المستثمرين أن الانخفاضات الحادة في الأسهم هذا العام تشير إلى أن درجة من التباطؤ الاقتصادي متأصلة بالفعل في أسعار الأصول.

على سبيل المثال، انخفض مؤشر S&P 500 بواقع 23.6٪ من أعلى مستوى سجله في يناير هذا العام، بما يتماشى مع متوسط ​​الانخفاض البالغ 24٪ الذي سجله المؤشر في فترات الركود السابقة، مما يشير إلى "انعكاس بعض البيئة الصعبة على الأقل في أسعار الأسهم"، وفق ما قاله كيث ليرنر، كبير مسؤولي الاستثمار في Truist Advisory Services، في تقرير.