العدد 5017
الأحد 10 يوليو 2022
banner
التربية أم التعليم (1)
الأحد 10 يوليو 2022

أيهما أولاً.. التربية أم التعليم؟! سؤال يطرح نفسه في خضم مجريات الحياة والتحديات التي نلمسها على أرض الواقع، لا شك أن التعليم ركيزة أساسية من ركائز المجتمعات الواعية، ويأتي على رأس الأولويات في أنظمة الدول المتقدمة ولا يختلف اثنان على أن التعليم من السبل الرئيسة في بناء الفرد وتوعيته ليقوم بالدور المناط به في خدمة وطنه ومجتمعه.
إن التعليم بحد ذاته لا غنى عنه في أي مجتمع، كما أن التربية مطلب رئيس وعنصر مكمل للعملية التعليمية، فالتربية والتعليم وجهان لعملة واحدة، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكتمل العملية التعليمية وتؤتي ثمارها دون تغلغل هذا العنصر في مجرياته، فالتربية بالنسبة للتعليم بمثابة الدم بالعروق.
عودٌ على بدء، هل التربية مقدمة على التعليم؟ لا شك أن الجواب نعم! لكن هذا السؤال في حد ذاته يطرح عدة تساؤلات، أي نوع من التربية نحتاجها في العملية التعليمية حتى تكتمل جوانبها ونخرج بجيل متعلم يستفاد منه بالطريقة المرجوة؟ إن مفهوم التربية مقياساً لما يعتقده الكثير من الناس، ما هو إلا جزء يسير من حقل التربية ولا يفي بالغرض المطلوب، فالمفهوم السائد بين الناس عن التربية أنها بمعنى “التأدب” أي أن الطالب المؤدب هو الطالب المتربي، وهذا جانب سلوكي مهم في مضمار التربية، خصوصاً إذا ما قورن بالتعليم، لكن التربية بمعناها الشامل غير منحصرة في هذا الجانب الضيق فقط.
إن العملية التعليمية التي تمر بعدة مراحل بدءاً بالبيئة المحيطة ومروراً بالمادة التعليمية نفسها وما إلى ذلك من حيثيات حتى تصل في مراحلها الأخيرة إلى مدى تطابقها مع الواقع ومتطلباته، كل ذلك وأكثر لا يستقيم دون وجود عنصر التربية بمحتواها القيم، وعليه فإن أية عملية تعليمية أو مشروع تربوي لا يمكن قياس نسبة نجاحه ما لم تكن هناك مخرجات واضحة المعالم على أرض الواقع. وأخيراً.. نظرة واحدة على فناء أية مدرسة بعد الفسحة كفيل بأن يبرهن لك مدى نجاح أو فشل البرامج التربوية التي تستهدف النظافة الشخصية، وللحديث تتمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية