العدد 5016
السبت 09 يوليو 2022
banner
الحُب والهدايا في الأعياد
السبت 09 يوليو 2022

كما تعودنا وإياكم أعزاءنا القراء في المناسبات السعيدة أن نخصص موضوعاً يتصل بها، لذا حديثنا اليوم عن الحب والهدايا في الأعياد، ولعل الذهن ينصرف للوهلة الأولى عند سماعنا لفظة “الحُب” إلى الحُب المعروف بين الرجل والمرأة، لكن معاني الحُب الإنساني النبيل بين البشر أوسع بكثير من هذا المفهوم الضيق، وإن كان الحُب بين الرجل والمرأة له مراتب تصل حسب المعاجم العربية إلى 14 درجة: فالهوى هو بدايات الحُب، ثم تأتي الصبوة، فالشغف، فالوجد، فالكَلَف، فالعشق، فالنجوى، فالشوق، فالوصبُ، فالاستكانة، فالود، فالخُلة، فالغرام، فالهٌيام أو الجنون.
ويُقال إن كيمياء الحُب يتفاعل من أول نظرة، أو كما بسّط مراحله شوقي: نظرة فابتسامة فسلام.. فكلام فموعد فلقاء، لكن ثمة علماء يرون أن نظرة الرجل الأولى مدفوعة بالإثارة الحسية، وهذه فرضية خاضعة للنقاش، ناهيك عن أنها لا تنطبق على المرأة عند رؤيتها الرجل أول مرة؛ لأسباب ليس هنا موضع بسطها. ويحكي الروائي نجيب محفوظ في مذكراته لرجاء النقاش، أنه في صباه أثناء لعبه مع أترابه كرة القدم في العباسية خفق قلبه نحو فتاة جميلة تكبره بسبع سنوات كانت تطل من شرفة بيتها يومياً، واستمر حُبه لها من طرف واحد حتى الأربعينيات من عمره، ولشدة تأثره بها جعلها إحدى شخصيات “قصر الشوق” ممثلة في دور “عايدة”.
وكما الحُب على مستويات، فإن الكراهية على درجات، وقد تتطور إلى حقد أو بغض قالٍ، وبينهما الغيرة والحسد بلا سبب، والذي قد يقع – للأسف - حتى بين الأقارب والأصدقاء وزملاء المهنة أو الوظيفة الواحدة، وثمة أغنية جميلة للفنان العراقي الكبير ناظم الغزالي لطالما كانت تُبث من الإذاعات العربية في الأعياد، وهي من كلمات الشاعر اللبناني إيليا أبوماضي وتعبّر عن مشاعر وهدايا المحبين في هذه المناسبات: أي شيء في العيد أهدي إليكِ يا ملاكي.. وكل شيء لديك أسوار أم دملجاً من نضار.
ولا أجد أفضل ما يُهدى في الأعياد من المبادرة بالتسامح بين الأصدقاء والأقارب دون انتظار أن يبدأ الطرف الآخر بها، ولسنا بحاجة للقول إن ذوي القربى وصلة الرحم الواحد أولى بمثل هذه المبادرات، بدءا من المبادرة بالتهاني في الأعياد، وكل عام وأنتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية