العدد 5016
السبت 09 يوليو 2022
banner
حقيقة لا لبس فيها
السبت 09 يوليو 2022

كان لي شرف إدارة ندوة “أداء النواب وتطلعات المواطنين”، والتي نظمها مجلس الدوي بالمحرق الأسبوع الماضي، بمشاركة النواب خالد بوعنق ومحمد بوحمود ومحمد عيسى، وبجلسة وصفت من الجميع بالساخنة شعبياً، والغاضبة.

وما حدث يومها باختصار، ومن بعد مداخلات النواب، والضيوف من نشطاء سياسيين، ومرشحين، ومواطنين عاديين، هو أن بعض نواب المجلس المنصرم “ممن لم يحضروا الأمسية”، وضعوا المجلس النيابي والمرشحون الجدد، بأدائهم السيء، في وضع لا يحسدون عليه، بسبب الغضب الشعبي الذي تسببوا به، وما فعلته أيديهم. ولا يمكن أن نجد أي مبرر مقنع، لتمرير نائب أي مشروع يرفضه الناس الذين أوصلوه للمجلس بأصواتهم، ووقفتهم معه، ومساندتهم له، ومن يخذلهم بهذا الشأن هو ببساطة غير أمين على هذه الثقة وهذه المواقف.

بعض النواب وأقولها آسفاً، وبكل دورة تشريعية، ينسون فور دخولهم المجلس أنهم يمثلون الناس، قبل أن يمثلوا أنفسهم، لهذا السبب تجدونهم في الجلسات بعالم آخر، وفي حسابات أخرى، لم تكن موجودة حين كانوا مرشحين ضعفاء، يستجدون رضا الناخبين وقبولهم. أحد هؤلاء النواب، وفي تصويت على مشروع سابق لاقى رفضا شعبيا، وحين سألته يومها: لماذا صوت بـ “نعم”؟ فأجابني ببساطة: لأنني مقتنع بالمشروع. فسألته مجدداً، وهل الناس كذلك؟ تطلع لي بصمت، ومط شفتيه، ثم صمت.

غضب رواد مجلس الدوي يومها على النواب الموجودين، بالرغم من أدائهم الجيد في المجلس، هو غضب طبيعي جاء نتاج الظروف الصعبة التي يعيشونها اليوم بمرارة، ومن الخذلان الذي لاقوه من نواب جاءوا من رحم الشارع، ليعبروا عن إرادة لا تمثله، ولا تقربه.

ما حدث في المجلس الماضي، من مناوشات، وتصويتات ضد إرادة الناس، أوصل رسالة واضحة للناخبين بحجم الخطأ الفادح الذي وقعوا فيه، حين فضلوا نواب على الكثير من نظرائهم، والذين هم أفضل منهم، وأكثر وفاء، وصدقاً.. وهذه حقيقة لا لبس فيها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية