العدد 5015
الجمعة 08 يوليو 2022
banner
لماذا تخافون ذكر الحقيقة؟
الجمعة 08 يوليو 2022

أكتب العمود الصحافي منذ ثمانية أعوام تقريبا، وأمارس مهنة الصحافة منذ عام 2005، أي أنني أكملت فعليا سبعة عشر عاماً في هذا الحقل الميداني والمسؤول، تخللت هذه الفترة زيارات كثيرة للمواطنين في مساكنهم والكتابة عنهم، وعن أوضاعهم ويومياتهم، وبشفافية لا تشوبها شائبة.
وخلال هذه الفترة التي شملت كتابة التقارير الصحافية، والاستطلاعات، والتحقيقات الاستقصائية، والريبورتاجات وغيرها، لم أتلق اتصالا واحدا من أي مسؤول، أو صاحب منصب أو قرار، ينهرني عن الكتابة، أو ينتقدني على ما ذكرت، أو أشرت إليه، مهما كان حاداً، أو ساخناً، وصريحاً.
وفي المقابل، يتصادف أن ألتقي بالبعض، في مجلس أو مسجد أو لقاء عابر، حيث لا أتلقى منهم إلا النقد والعتاب والتشكيك، والهمز واللمز، في الوقت الذي أدافع به عن حقوقهم وحقوق أولادهم، وأجهر بقول ما يخافون ذكره، حتى في قرارة أنفسهم!
القضية ببساطة أن هناك من أصبحوا يخافون ذكر الحقيقة، أو حتى الإشارة لها، متخلين ببساطة عن واجبهم الوطني، والأخلاقي، والمسؤول، الذي تنتظره منهم البحرين وأبناؤها.
لقد ذكرت في مقال سابق، وأعيدها الآن مجدداً، بأن المرء حين يعيش بلا مبدأ، فهو مجرد جثة تسير على قدمين، لا روح فيها، ولا نفس، ولا قطرة دم واحدة.
نحن في بلد منفتح، يحكمه دستور، وقيادة حكيمة، وحرية صحافة ورأي، ولكن البعض - وأقول البعض - فضل الجلوس في الكهوف المظلمة الرطبة لوحده، أو فضل - بحالات أخرى - نشر الاكتئاب والتحبيط و”كسر المجاديف” للآخرين. ودمتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية