العدد 4997
الإثنين 20 يونيو 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
سياسة أوباما واليسار الأميركي
الإثنين 20 يونيو 2022

قبل استعراض وتشخيص وتحليل دوافع زيارة بايدن للرياض، علينا أن نعرف أولا لماذا توترت العلاقة بين واشنطن والرياض خلال عهد بايدن، وهي العلاقة التاريخية الاستراتيجية للبلدين منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
سبب توتر هذه العلاقة هي سياسات العراب أوباما ومن ورائه اليسار الأميركي، حيث أراد قيادة شريحة من الأميركيين ليكونوا له مخزنا من الأصوات المتدفقة لكل مرشح ديمقراطي قادم، حتى ينافس شريحة الأميركيين من المسيحيين المحافظين واليمين، بل ويسحب أصوات الأقليات من الحزب الجمهوري. لذلك رأى العراب أوباما أنه يجب تحقيق الأطر والأسس العامة لليسار الأميركي ليضمن أصواتهم بكل انتخابات، وهذه الأسس العامة التي ينادي بها اليسار الأميركي وانتهجها العراب أوباما والديمقراطيون هي دعم الأقليات العرقية والدينية بكل دولة، وتحريضهم ضد الأغلبية، ثانيا إشعال الثورات ودعمها بكل مكان، ثالثا دعم ما يسمونه بحقوق الإنسان، وما نسميه بالشذوذ بكل أشكاله كالشذوذ الجنسي والشذوذ الديني الذي يتمثل في الثورة على الثقافة والهوية الدينية للمجتمعات، والشذوذ الثقافي والأسري كالتشجيع على العلاقات المحرمة خارج الزواج وتشجيع الزواج غير الشرعي.
وكان العالم العربي المحافظ الساحة والملعب الأول الذي أراد أوباما والديمقراطيون تطبيق أسس اليسار الأميركي الثلاث فيه، فقاموا بتحريض الأقليات بالعالم العربي مذهبيا وعرقيا وبث الفتنة التي تؤدي لشرارات القتل والخراب، وقاموا بإشعال مؤامرة الربيع العربي من خلال الإخوان وأبناء عمهم الصفويين، ومعهم الليبراليون، وأطلقوا عليها ثورة الربيع العربي. ثالثا قاموا ومن خلال التهديدات والتصريحات الرسمية ومنظمات شذوذ الإنسان، بدعم ثقافة ما نسميه بلغتنا الانحلال والشذوذ الأخلاقي بحجة حماية حقوق الإنسان. ولعل أكثر دولتين عربيتين واجهتا مشروع أوباما واليسار الأميركي بخصوص هذه الأسس الثلاث مصر والسعودية. لكن أوباما، وعلى عكس ترامب، كان يرى أن السعودية المحافظة هي العقبة الأولى بالعالم العربي لتحقيق هذه الأسس الثلاث، لهذا هدد بايدن الرياض، ملتزما بسياسة أوباما، بأنه سيجعلها دولة منبوذة، لإيمانه بأنها تواجه سياسات الديمقراطيين وترفض الأسس التي ينادي بها اليسار الأميركي، فالخلاف هو فكري ثقافي بالدرجة الأولى بين الديمقراطيين والرياض وليس خلافا سياسيا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية