بإمكاني كتابة “سيناريو” تأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، ولكن ليس الآن بمونديال 2022 بقطر، وإنما في مونديال 2026 الذي ستنظمه ثلاث دول مجتمعة وهي أميركا والمكسيك وكندا!
تقودني إلى هذا المسار، عدة دلائل وحقائق تاريخية أستطيع من خلالها تعزيز واقعية “السيناريو المونديالي” مهما حمل في طياته من أحلام تبدو في الوقت الراهن حبرا على ورقة صماء لن تقدم أو تؤخر في مشوار طويل ومحفوف بالمخاطر.
غير أنني، أفسر هذه الأحلام بمنطق “اينشتايني” بحت، مفاده ألا تنتظر نتيجة مختلفة طالما كررت ذات الطريقة، وهذه نظرية “فيزيائية” صرفة تقودنا إلى ترقب نتيجة مختلفة لمنتخبنا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في العام 2023، بعدما تغير نظام التصفيات بشكل كبير، حيث سيلعب هذا التغيير دورا رئيسا في صعود منتخبات لم يسبق لها أن صعدت للمونديال، وذلك بعد القرار التاريخي الذي اتخذه الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2017 بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم إلى 48 منتخبا بعد أن كان العدد 32 منتخبا.
ويعني دخول 16 منتخبا إضافيا للبطولة بالضرورة زيادة مقاعد المتأهلين من القارات الخمس، وهذا ما حدث بالفعل، فقد حصلت آسيا على زيادة 4 مقاعد إضافية ليصبح عدد الفرق الآسيوية الإجمالي 8 مقاعد ونصف المقعد ابتداء من مونديال قارة أميركا الشمالية.
وعودة إلى نظرية أينشتاين، فإن ذلك يعني أن منتخبنا يستطيع التأهل للمونديال حتى وإن كرر ذات السيناريوهات “المرعبة” في تصفيات مونديال إيطاليا 2006 وتصفيات مونديال جنوب إفريقيا 2010 عندما حصل على نصف بطاقة تأهل عن القارة الصفراء ليضطر إثر ذلك إلى خوض مواجهات غامضة مع منتخبات كاريبية وأوقيانوسية، ولا أظن بأن من عايش تلك التصفيات سينسى طعم المرارة التي خلفه كأسها!
لذلك، أرى، أن منتخبنا سيكون في مونديال 2026 حتى قبل أن تبدأ التصفيات، ولكنه بحاجة لأن يتدرب على تأدية دوره بشكل صحيح في “بروفة” كأس آسيا التي تستضيفها الصين في 2023 بمشاركة 24 منتخبا للمرة الأولى. وهي ليست المرة الأولى التي يتأهل فيها منتخبنا لكأس آسيا، بل سبق له أن تأهل عدة مرات، الأولى عام 1988 في قطر، والمشاركة الأفضل في الصين عام 2004، حيث فاجأ فيها الجميع ووصل للمركز الرابع وأصبح من كبار القارة الصفراء وأصبحت له أغنية بعنوان “ما تغلبونه”!!
لكن هذه الذكريات البطولية للأحمر، ستبقى مجرد ذكريات، ويبدو أن الجماهير غير راضية عن أداء المنتخب في الفترة الحالية رغم تأهله لنهائيات كأس آسيا بالعلامة الكاملة، والسبب كما يذكر بعض المحللين يتمثل في انخفاض المستوى الفني وفعالية خطط المدرب البرتغالي هيليو سوزا الذي سبق وأن حقق نتائج غير مسبوقة مع الأحمر، وأبرزها على الإطلاق الفوز ببطولة كأس الخليج في العام 2019 للمرة الأولى وبعد انتظار بحريني دام 50 عاما.
وعلى كل حال، يبدو لي على الورق، أن سيناريو تأهل منتخبنا لكأس العالم في مونديال 2026 أكثر واقعية من كل المرات السابقة حتى تلك التي كنا فيها على مسافة 90 دقيقة فقط والمتمثلة في مباراة الملحق المونديالي، لكن ذلك يعتمد بالطبع على عوامل رئيسة، أبرزها وجود استراتيجية لدى اتحاد الكرة مدعومة من الهيئة العامة للرياضة، ونقطة آخر السطر!