العدد 4993
الخميس 16 يونيو 2022
banner
اتركوا العمل الخيري وشأنه
الخميس 16 يونيو 2022

أكتب اليوم عن الدخلاء على العمل الخيري، ممن أقحموا أنوفهم بهذا المضمار ليس حباً في الناس، وليس إشاعة لعمل الخير، إنما لتخزين أعمالهم المزيفة، وتذكير الناس بها أثناء الانتخابات، تماماً كما يفعل بعض المرشحين الآن.
واستغلال حاجات الناس والمتاجرة بها بالانتخابات ليس شيئا جديدا، لكن الحالة المشوهة هذه، تعتبر تحديثاً وتطويراً لهذا العمل الانتهازي (أبديت) مع استغلال البعض وسائل التواصل الاجتماعي، ليروجوا لأنفسهم سمعة زائفة بأنهم من قادة عمل الخير، وخدمة الناس، وهم خلاف ذلك، جملة وتفصيلاً.
لا يوجد ما هو أجبن وأغبن من المتاجرة بظروف وحوائج الناس، في سبيل إرضاء الناخبين، وفي محاولة لإقناعهم بجدوى التصويت لهذا الفرد، وذاك، وأنه الأصلح، والأفضل بين المرشحين، وهو كاذب من فروة رأسه وحتى أصابع قدميه.
يجب أن يكون هناك وعي، وحذر، ورفض مجتمعي، لهؤلاء الذين حولوا عمل الخير المُبارك إلى “طوفه هبيطه” يصعدون عليها، ليقفزوا على أوجاع الناس، واحتياجاتهم، وآمالهم، ويصلوا دون وجه حق إلى المجلس النيابي، أو المجالس البلدية، وهي بدرجة أقل.
عمل الخير له أهله، ومكانته، وقدسيته، ويجب عدم تلويثه بمثل هذه الممارسات، حتى لا يتحول العاملون الأوفياء بهذا القطاع إلى أهداف مشكوكة من الناس، وبنواياهم، ومآربهم.
وحتى لا يصعب العمل عليهم، بظل تصرفات المتمصلحين، ممن وجدوا هذا الطريق وسيلة للوصول إلى قناعات الناس، وكسب رضاهم، إنفاذا لمصالحهم الشخصية فقط، ثم يكشفون وجوههم الحقيقية، متى ما حققوا أهدافهم هذه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية