العدد 4991
الثلاثاء 14 يونيو 2022
banner
عمل الخير لا ينتظر استئذاناً
الثلاثاء 14 يونيو 2022

 في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة كلها، اقتصاديا، ومعيشيا، وصحيا، والتي أثرت على منسوب العلاقات الاجتماعية، وعلى تزايد المسؤوليات، والطلبات، فإن عمل الخير والسعي له، وبهذه الفترة بالذات، هو من أخير الأمور، وأجلها، وأبركها، فالمساعدة، ومد يد العون، أمر مطلوب، ومنشود، ودين سيسدد لصاحبه بعد حين، أضعافاً مضاعفة، وهذا وعد رب العالمين، وتأكيدات نبيه الكريم، وما أنا إلا بناقل لها.
وكان صديق - وهو رجل معروف بعمل الخير - قد أخبرني عن تلقيه أخيراً، اتصالا من فتاة تدرس بإحدى الجامعات الخاصة، وأن المتبقي لها للتخرج هو الفصل الصيفي فقط، وأنها من أسرة متعففة، وغير قادرة على سداد الرسوم الأخيرة التي تقدر بخمسمئة دينار فقط. ويقول “بعد عملية بحث عن رقم رئيس الجامعة، قمت بالاتصال به، وهو الاتصال الأول الذي يجمعني معه، وأطلعته على الأمر، فباشر مشكوراً بإعطاء الأمر بتسجليها فوراً، وتمكينها من إتمام المتبقي من دراستها مجاناً”.
ويزيد صديقي “الأمر كان كما ترى بسيطاً، وغير معقد، ويستلزم مجرد الإقدام على خطوة الاتصال، فكم شخصا قد يفعل ذلك، أو قد توجد لديه النية للتفريج عن ضنك هذا المرء، أو ضيق ذاك، ولا يمكنك أن تتصور حجم سعادة الفتاة حين أطلعتها على الأمر، حيث بادرت بالاتصال بي فوراً، وهي تدعو لي بطول العمر، والتوفيق، والسعادة، وكنت سعيداً بدعوتها هذه”.
صديق آخر يقول إنه أخذ أطفاله الثلاثة (6 أعوام و8 أعوام و12 عاماً) إلى بيت إحدى الأسر المتعففة التي يعرفها، والتي يساعدها منذ 9 سنوات “مرتين بالشهر” دون أن يعلم أحد، حتى زوجته، سواء بالأكل، أو الملبس، كما يقوم بتنظيف غرفهم والحمامات، لوقت يزيد عن الثلاث ساعات أحيانا، ويقول “فعلت ذلك هذه المرة أمام أولادي، حيث جلسوا يطالعونني بانبهار واستغراب وإعجاب، قبل أن يقوم كل منهم من مكانه، ويعرض المساعدة، ولقد سمحت لهم بذلك”، ويردف “بعد عودتنا للبيت، جاءوني للصالة، وكنت اطلع زوجتي حينها على ما حصل، وهي تتطلع إلي مبتسمة، لأنها تعرف زوجها، وحينها قام كل منهم بإعطائي حصالة نقوده، وطلب مني أن أمنح كل ما فيها لهذه العائلة”. ويزيد صديقي “أليس ذلك أمراً رائعاً؟”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية