العدد 4987
الجمعة 10 يونيو 2022
banner
ماذا لو خُفضت رواتب النواب؟
الجمعة 10 يونيو 2022

كل مرشح عرفته في المواسم الماضية وقال لي بملء الفم “أموري طيبة” خسر الانتخابات، وخرج من الباب الشرقي، ومن الدور الأول غالباً، غير مأسوف عليه، لا من الناخبين، ولا من غيرهم.
وأنا لا أعرف أصل هذه الكلمة ومن أين جاءت في العرف الانتخابي هنا، ولا ساسها ولا أساسها، ولا أستوعب أيضا مؤشر النجاح الذي يراه بعض المرشحين في أنفسهم أثناء معركة انتخابية طاحنة، يستثمر فيها الكثيرون كل الحلاوة والقذارة بآن واحد، لتحقيق الفوز الثمين على حساب المنافسين.
“أموري طيبة” كلمة تعكس السذاجة، وعدم قراءة المشهد الانتخابي والاجتماعي للدائرة بالشكل الصحيح، والتي تطلب الاستمرار في النضال وتوصيل الرسالة الصحيحة للناخبين حتى إعلان النتائج النهائية، وهو ما لا يحصل مع أصحاب هذه الجملة الفارغة، والتافهة جداً.
دخول الانتخابات ظاهرة صحية، وجميلة، وتعكس الاهتمام الشعبي من أبناء البلد، لكنها تتطلب أيضاً التواجد، والمقدرة، والمعرفة، والإلمام باحتياجات الناس، والقدرة على الوفاء بالشعارات، فكم من المرشحين تتحقق بهم هذه الشروط؟
وكنت قد تبادلت أطراف الحديث مع عدد من الأصدقاء مؤخراً، عن الشعارات الانتخابية التي يطلقها العديد من المرشحين، خصوصا للنيابي، والحماس الذي يغلبهم في المجالس وفي منصات التواصل الاجتماعي، وهم يتشدقون بحرقة عن المواطن، وعن حقوق المتقاعدين، والمعيشة، والإصلاحات الاقتصادية، وبقية هذه الملفات المهمة للجميع.
تساءلتُ قائلاً “ماذا لو خفضت رواتب وعلاوة النواب إلى ألف دينار فقط، بدلا مما هي عليه؟ وماذا لو ألغي الجواز الخاص عنهم؟ وبقية الامتيازات الأخرى؟ فهل سنجد كل هذا الكم من المرشحين بالساحة؟ وهل سنرى ذات الحماس؟ والقوة في الطرح؟ والحديث المهموم عن الناس؟”.
تساؤل وجهته لهم، وأوجهه لكم أنتم الآن، ما رأيكم؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية