+A
A-

شعرية السينما وجمالياتها" تختتم ندوات مهرجان أفلام السعودية


اختتمت، على مسرح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" مساء أمس، آخر ندوات الدورة 8 من مهرجان أفلام السعودية، والتي كانت بعنوان (شعرية السينما وجمالياتها)، وأدارت الصحفية ومقدمة البرامج سهى الوعل الندوة، التي استضافت فيها كلاً من: مدير مهرجان السينما المستقلة بالدار البيضاء حمادي غيروم، والمدير الفني لمهرجان (زيبرا) للسينما الشعرية توماس دل بيل، ونائب مديرة مختبر L’Immagine Ritrovata لترميم الأفلام إيلينا تاماكارو. 
 
وأكدت تاماكارو على وجود الشعرية في الصناعة السينمائية منذ بداياتها، مشيرة إلى أنه مصطلح مرتبط ارتباطاً وثيقاً بها، ليس عن طريق الأفلام فقط، وإنما عبر مواد أخرى مختلفة، ويرجع ذلك لأعمال تعود إلى القرن الثامن، والتي كانت تهدف في بادئ الأمر إلى توثيق القصص والحياة، لافتة إلى روعة الحصول على هذه الصور في وقتنا الحاضر، إذ تثير فينا مشاعر جيّاشة تجاه الماضي.
 
ومن جانبه أوضح حمادي غيروم، أن مسألة صناعة فيلم شعري ليست اختياراً، وإنما هي إعادة إنتاج للعالم والوجودبطريقة خاصة، فاللغة البصرية تجعلك شاعراً بجسدك، وهي أسلوب تعبير بالواقع، ولكن هذا الواقع بتفاصيله يصنعه المخرج الذي يستطيع أن يبحث عن التفاصيل، ليقدم لنا صورة واقعية، فالسينما الشعرية تصور العلاقات ولا تصور الأشياء. 
 
وشدّد توماس دل بيل، على أنه ليس بالضرورة أن تتصف السينما الشعرية بالرومانسية، مشيراً إلى أن الشعر يكون في موضوعات مختلفة، فقد يتناول السياسة، أو الموضوعات الاجتماعية، والإنسانية، والمعاناة، إلى جانب موضوع الكوميديا الذي من الممكن أن يكون (شعرياً) وبقوة، وموضحا أنه إذا استطاع الجيل الجديد من صنّاع الأفلام إيجاد هذه اللغة والمنظور، فبالتأكيد سيصنعون أفلاماً رائعة، وبلغة جديدة تناسبهم.
 
وأشار دل بيل إلى أهمية صناعة سينما شعرية، إذ عدّها ضرورية لفهم العالم، تجيب عن الكثير من التأملات والأسئلة، كما تعدّ بلسماً لآثار الحروب والصدمات، وقال "بالتأكيد سنجد لدى أغلب البلدان التي واجهت حروباً أو صدمات، العديد من الأفلام الشعرية".
 
 
عروض اليوم الخامس
ضمن 3 مجموعات، عُرض في اليوم الـخامس للمهرجان، 11فيلماً في عرض أول، تنوعت ما بين الدراما والكوميديا والفنتازيا والوثائقي، وتشهد الدورة الـ 8 عرض 80 فيلماً سعودياً، حيث ينافس في مسابقة الأفلام القصيرة 28 فيلما، فيما تتنافس 8 أفلام في مسابقة الأفلام الطويلة، بالإضافة إلى 44 عرضاً موازياً يندرج 12 عرض منها تحت تصنيف السينما الشعرية، جميعها عروض أجنبية.
وكان من بين الأفلام التي عرضت في اليوم الخامس للمهرجان: فيلم (حياة امرأة) الذي وصفه منتجه علي الدغيري بأنه نابع من وحي المجتمع السعودي، معتبراً إياه فيلماً أصيلاً يناقش قضية حقيقة يشعر بها كل من يعيش في البلد، منوّهاً إلى أن وظيفة الفن هي إبراز القضايا المجتمعية التي تلامس هموم الناس ومشكلاتهم، والصعوبات التي يواجهونها.
 
بالإضافة إلى أفلام أخرى كان من بينها فيلم (المخادع المحترف) الذي غاب طاقم العمل الخاص به عن العرض الأول له، ومع ذلك فقد لقي ترحيباً حاراً من الحضور. 
والفيلم الكويتي (زبانية الوقت الضائع) للمخرج محمد المجيبل، والذي ينافس على المرتبة الأولى في جائزة الفيلم الخليجي.  
وفيلم (أنت هنا) للمخرج عبدالله الحداد، وهو مأخوذ عن نص أدبي يحكي قصة سارة التي كانت تسترخي في أجواء البحر على الكورنيش، وتقرر أن تقرأ كتابها المفضل، الذي تستعيدمن خلاله ذكرياتها الماضية، إلى أن تصل الصدمة التي تعيدها إلى الحياة الواقعية.
وفيلم (نقص) للمخرج هادي النصر الذي يطرح خلاله مواجهةأمل 24 سنة، تحدياً مع ذاتها وتقبل نفسها، في مواجهةالمجتمع ومعاييره النمطيّة التي تكرس عقد النقص ولا تساعد في تجاوزها.
 
ختام فعاليات سوق الإنتاج
كما عُقدت مساء أمس، ضمن برامج سوق الإنتاج، في المهرجان، جلسة حوارية بعنوان (رحلة إنتاج فيلم طريق الوادي)، تناولت تجربة إنتاج الفيلم الطويل، الذي أنتجه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، وسلطت الجلسة الضوء على أهم تحديات التصوير في مناطق جديدة في المملكة.
 
واستضافت الجلسة التي أدارها منصور بدران، مخرج الفيلم خالد فهد، والمنتج راكان النغيمشي، 
حيث تحدث المخرج خالد فهد عن قصة الفيلم التي تدور حول طفل يدعى (علي)، ويعاني من متلازمة الصمت الاختياري، يضلّ طريقه أثناء ذهابه لرؤية طبيب شعبي مع والدته في قرية مجاورة، فيجد نفسه وحيداً في مكان ناءٍ، حيث لا يمكن لسلسلة من العقبات والتحديات أن تمنعه من اكتشاف العالم الذي ينتظره، لتُدرك عائلته لاحقاً بأن ما يعانيه ليس مرضاً وإنما ميزة، تمنحه سيلاً من الخيالات التي يجسّدها أبطال الفيلم.
وذكر فهد أنه تم بناء قرية كاملة داخل محافظة تنومة في منطقة عسير، جرى تصميمها لتنسجم مع سيناريو الفيلم، حيث حرصوا خلال بنائها ألا يتأثر الجانب الإبداعي والتخيليّ في النص والقصة، بالإضافة إلى أن العمل استعان بكاميرات سينمائية يتم التصوير بها لأول مرة داخل المملكة، مشيراً إلى أن طاقم فريق العمل وصل إلى 160 شخصاً.
جوائز السوق
 
من جهة أخرى، بدأ صنّاع الأفلام المشاركون في سوق الإنتاج بتلقي عروض من قبل مهتمين، وشركات، ومؤسسات مشاركة وغير مشاركة في فعاليات المهرجان، إلا أن آمالهمبالفوز معلّقة بالنتائج النهائية للسوق، والتي سيتم الإعلان عنها مساء غد الأربعاء الموافق 8 يونيو 2022م، حيث لم تقتصر رؤية المهرجان على الجوائز المادية والتي تنقسم إلى جائزة كبرى بقيمة 100 ألف ريال، وأخرى بقيمة 50 ألف ريال، فهناك من يستعد لاستلام معدات تصوير وكاميرات مطوّرة، وآخرون سيحصلون على فرص من أعمال مونتاج أو تسويق للفيلم، وغيرها من جوائز متنّوعة.
 
تجدر الإشارة إلى أن مهرجان أفلام السعودية في دورته الـ8جاء بتنظيم من جمعية السينما، بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة، انطلق يوم الخميس 2 يونيو ويختتم فعالياته يوم الخميس المقبل 9 يونيو، بحضور صنّاع الأفلام والقائمين على الصناعة السينمائية في المملكة وبحضور نقاد ومدربين وسينمائيين على المستوى المحلي والدولي