العدد 4982
الأحد 05 يونيو 2022
banner
لتكن روحك رياضية!
الأحد 05 يونيو 2022

إن أصعب شيء في الحياة كتابة عمود بنكهة سحرية، له مذاقات مختلفة وامتدادات مرنة، كخيوط جبنة الموزريلا على طبق الباستا الساخنة!
فلا يشبه الأمر مذاق وجبة جاهزة تصلك عبر “الديلفري” للمنزل، وبين مذاق وجبة ساخنة تتناولها في المطعم، وتحديدًا في مناسبة مميزة، تتمثل في اتخاذك قرارا تاريخيا بـ “الخروج من الصندوق”!
والصندوق هذا، إطار زمني ومكاني مغلق، كنت تتقوقع فيه، والآن أنت تبحث عن ذاتك خارجه، فلا تعتمد على الأفكار المستهلكة أو العبثية ذات الأفق المحدود، وحافظ على ارتفاع منسوب المعنويات لينقذك من كماشة الأفكار السلبية، وكن مبتكرا، واجعل من رأس الدبوس شيئا عظيما، وتذكر أن تلك النجمة الصغيرة يبلغ حجمها أضعاف حجم الشمس بجلالة قدرها! 
لهذه الأسباب الرياضة ملهمة، فهي النشاط والحيوية، والمحاولات المتكررة، إنها الصبر والتحدي التنافسي بين النفس والنفس!
لكن في الرياضة وجهان لعملة واحدة: النصر والخسارة، فلا رياضة في نصر دائم ولا في هزيمة مستمرة، ومن حق الرياضي أن يعمل على تحقيق النصر وتجنب الخسارة، ولكن ليس من حقه أن يعترض عندما تعاكسه النتائج، فهي لا تأتي بالمزاج وإنما بالعمل!
وفي الرياضة مقولة متوارثة “حجة المغلوب الحكم”، أي أن الخاسر يوجه اللوم إلى غيره، ولا يتوقف عند أخطائه، والحقيقة أن من يفعل ذلك، تكون خسارته مضاعفة دون أن يعلم، فقد استكثر على نفسه أن يتعلم درسا يقوده للنصر مثلما يفعل جميع الأبطال والمنتصرين. 
لذلك نحن نردد دائما على الآخرين: “خل عندك روح رياضية”، ونعني بذلك: احترم الفوز وتقبل الهزيمة، لكن العبارة تعني أيضا: عد من جديد وقدم الأفضل، تجاوز أخطاء الماضي، واستبدل خططك وتكتيكاتك، تمرن أكثر، وطور من أدواتك ومستواك. اجعل الشيء الذي لم تفعله وكان سببا في خسارتك، سببا في فوزك.
الجميل في الرياضة أنها محاولات متكررة وإرادة قوية لتحقيق نتيجة إيجابية، وهذا يعني أن الخسارة مجرد خطوة نحو النجاح المنشود مهما طال الزمن، وتخيل معي أن خطة “الحصان الخشبي” الذي قدمه الإغريق لطروادة كان محاولة ناجحة بعد فترة استمرت 10 سنوات من حصار المدينة والمحاولات المتكررة لاقتحامها وهزيمتها!
هذه بعض من مفاهيم نسقطها على الرياضة، ونسقط مفاهيم أخرى على الرياضة لتصبح وجبة جاهزة لقارئ تجذبه رائحة القرنفل!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية