العدد 4976
الإثنين 30 مايو 2022
banner
الريال وليفربول.. جدلية الماضي والحاضر!
الإثنين 30 مايو 2022

لا يقف الأبطال في محطة الانتظار، بل يصنعون النصر صنعا، بأيديهم وأسنانهم، في تحد صريح لأي محاولة قلب نظام الواقع وإحداث مفاجأة مدوية!

إن النصر لن يكون يوما حليف من ضاقت بهم السبل في تحقيق الحلم الموعود، حتى أصبحت أمنياتهم وآمالهم ملقاة على قارعة منصة تتويج مهجورة!

القضية تتمركز حول مفهوم البطل الحقيقي والبطل على الورق، فحتى السفينة الأسطورية "تايتنك" كانت لا تقهر على الورق، لكنها غرقت في محيط الواقع!

إن النصر نتيجة حتمية لكنها لا تأتي من فراغ، بل تولد من رحم المعاناة مع كثير من الصبر وقليل من الانتظار، وقد تكون 39 سنة غير كافية حتى الآن لتكسر مفاجأة ليفربول قاعدة دوري الأبطال المدريدية.

فالنصر رفيق جنود المحاولة، ومحطمي أسطورة اليأس، و "سوبرمان" المهمات المستحيلة، إنه ببساطة زيوس الميثولوجيا الإغريقية وإله الصاعقة!

هذا ما سيحدث في نهائي دوري الأبطال عندما يكون ريال مدريد الإسباني طرفا فيه، وهذا ما سيحدث في نهائي دوري الأبطال عندما يكون ليفربول طرفا فيه، ليشكلا جدل التاريخ والحاضر، في صورة نمطية تقبع في أقبية قلعة عتيقة، محتفظة بقيمة معنوية تاريخية لا يغيرها الزمن! 

يكرر التاريخ نفسه على مر العصور، ويعيد الحكاية ذاتها التي تتحدث عن عنصر المفاجأة والاستثناء في أن يفوز فريق ويخسر الآخر، هكذا وحسب، فلا تكثر احتمالات الربح والخسارة عن توقعين اثنين في مباراة لابد وأن تتوج بطلا واحدا! 

أكتب هذه المقدمة حتى قبل أن تبدأ المباراة، وتحديدا في النصف ساعة من الوقت الذي ضيعه مجانين ليفربول على ملايين المتابعين حول العالم، لشعورهم بنشوة فوز وشيك قد يحرزه فريقهم الأحمر.

لكنها كانت أحلام "تايتنكية" اصطدمت بجبل الجليد الملكي، ليثبت ريال مدريد للجميع أنه في أفضل الظروف وأسوئها سيبقى بطل الأبطال في الماضي والحاضر!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية