لم يكن عبثًا أن تستضيف البحرين طوال السنوات الماضية، رئاسة الاتحاد العربي للكرة الطائرة، فلها تاريخ مشرف مع اللعبة، وعلو كعب لا يستهان به على المستويين المحلي والخارجي يمتد إلى سنوات طويلة اتسمت بالعمل الشاق والمتفاني.
لكن العبث يا سادة أن تفقد البحرين هذه المكانة في لمح البصر، بعد خسارة الشيخ علي بن محمد آل خليفة في الانتخابات التي جرت أخيرًا على الرئاسة، وشهدت فوز منافسه الكويتي عبدالهادي الشبيب الذي حصل على 10 أصوات من أصل 18 ذهبت منها 6 أصوات للشيخ علي بن محمد وصوتان فضّلا أن يبقيا في مساحة رمادية!!
أقول ذلك، وأنا أعلم تمامًا، أن هذه الخسارة لم تأتِ من تقصير بدر من الشيخ علي بن محمد في قيادته لاستقرار وتطور الاتحاد لمدة 17 عامًا، ساهم خلالها في إيصال الاتحاد العربي للكرة الطائرة إلى مكانة مرموقة، وعمل بجد واجتهاد لكي يحافظ على نجاحات أسلافه ومنجزاتهم الرائعة على هذا الصعيد، لكن، ومع الأسف الشديد، لم تعد الكفاءة والنجاح هي المعيار الذي من شأنه أن يحافظ به رؤساء الاتحادات العربية على مناصبهم!
لقد أصبحت التكتلات والصفقات، هي أكثر الأمور المحددة لبقاء هذا الرئيس من عدمه، وأظن أن الشيخ علي بن محمد خذله عدد ليس بيسير من الاتحادات العربية التي وعدته بصوتها في الانتخابات، لكنها أخلفت بوعودها، ولأسباب لست بصدد سردها في هذا المقال.
حقيقة مؤلمة، كانت السبب في انحراف المسار الطبيعي لنتائج انتخابات الاتحاد العربي للكرة الطائرة، وخسارة الشيخ علي بن محمد لكرسي الرئاسة، وبالتالي فقدان البحرين لمقر الاتحاد العربي الذي احتضنته لفترة تفوق الـ 20 عامًا، ليذهب إلى بلد آخر!
والعزاء الوحيد أن مقر الاتحاد العربي الجديد بلد نحبُّها ونُجِلُّها، وهي دولة الكويت، التي “تمون” علينا كبحرينيين، ونتمنى لابنها البار عبدالهادي الشبيب النجاح والتوفيق، ففوزه بالانتخابات على حساب البحريني الأصيل الشيخ علي بن محمد لا يعني أن ننصب له العداء، وإنما علينا التحلي بالروح الرياضية، ودراسة أسباب هذه الخسارة بشكل علمي وبعيد عن العواطف، حتى نحافظ على مكتسباتنا ومنجزاتنا على المستوى الرياضي، لعلّنا نعوّض في المستقبل القريب ما خسرناه بمكاسب أفضل وأكبر.