من يقول إنّ الشباب البحريني يفتقد المهارة، فإنه يجانب الحقيقة تماما وهذا قول مغلوط جملة وتفصيلا، والذين يشككون في قدرات وطاقات الإنسان البحرينيّ ربما هم بعيدون عما اجترحه المئات من أبنائنا في كل المواقع والمهمات المسندة إليهم، ولسنا هنا بحاجة إلى استحضار قصص النجاح، ولا إلى المواقع التي أكد خلالها شبابنا جدارتهم، أكان على الصعيد المحلي أم الخارجي، ولا تغيب عن الذاكرة شهادة أحد رجال الأعمال البحرينيين، حيث برهن من خلال التجربة كيف حققت مؤسسته نجاحا منقطع النظير بالاعتماد على إحدى الكفاءات البحرينية الشابة، والمدهش أن هذا الشاب عندما أسندت إليه المهمة كان حينها حديث التخرج، وأرجع صاحب المؤسسة أن العامل كان له الفضل في اتساع أنشطة مؤسسته، وإلى ما يتمتع به الشاب من طاقة وتفان في عمله، طبعا هذا الشاب ليس إلا نموذجا فقط بين العشرات الذين أكدوا تميزهم.
كنا نتمنى من كل فرد مهما كان موقعه أن يحسب الآثار التي من الممكن أن يترتب عليها إطلاق مثل هذا التصريح على الآلاف من الخريجين وهم ينتظرون فرصتهم في الوظيفة، ولا يغيب عن البال أنّ إسهامات أبناء البحرين هي حقيقة راسخة، ونستذكر هنا تصريحا لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب بمناسبة يوم الشباب البحرينيّ "لا يكاد يخلو حديث لجلالة الملك حفظه الله من دون ذكر إسهامات الشباب ودورهم في عملية البناء والتحديث، ودائما ما يوجه جلالته أصحاب المسؤولية والاختصاص بضرورة تحقيق تطلعات الشباب وآمالهم وضرورة الاستثمار في الشباب باعتبارهم استثمارا للوطن، حتى أصبح شباب البحرين نخبة من الشباب العالمي المتميزين".
الإنجازات الشبابية لأبناء البحرين تستعصي على الحصر، فقط نشير إلى أنه قبل عام حصد عدد من الشباب جائزة الشباب العربي المتميز التي تنظمها جامعة الدول العربية، وهذا وحده كاف للتدليل على ما يتمتعون به من طاقات وملكات إبداعية، من هنا فإنه يمكن القول إنّ أبناءنا يمكن الرهان عليهم لأخذ المواقع التي هم أجدر بها، وهم بكل تأكيد ضمانة لبناء مستقبل الوطن وتقدمه، وعلى من يشكك في قدراتهم إعادة النظر.