العدد 4970
الثلاثاء 24 مايو 2022
banner
يتابعونك حسدًا وكمدًا
الثلاثاء 24 مايو 2022

نذكر بمتن هذا المقال، أن ضريبة النجاح هي كثرة الأعداء، والخصوم، والمتربصين، وأصحاب الوجهين، وأن منهم من يتابع أخبارك، ليس حباً فيك، بقدر ما هو الغل، والكراهية، والكمد، وتمني زوال النعمة بأقرب فرصة ممكنة.
هذا الحال المتخلف الذي يتساوى به المجد والكسول، والذي يتعب على نفسه مع من يصعد على ظهور الآخرين، قد ينساه البعض في خضم انشغاله بصعوبات الحياة، لكنه حال موجود، ومتزايد، متى ما حقق المرء المزيد من قصص النجاح، والتفوق، والانتصار، وأعني بذلك الشخص “العصامي”.
حالات أقل ما توصف بـ “الزفت” يكون بها أقرب المقربين خصوماً وأعداء، يظهرون عكس ما يبطنون، ويقدمون خلافا ما يحبون، وما بين هذا وذاك، يتحمل المرء مسؤولية أن يكون نبيهاً، غير ساذج، يعرف جيداً أين يضع قدمه، ومع من، وإلى أين هو ذاهب؟
وفي الوضع الاجتماعي والاقتصادي الراهن، أصبح البعض منشغلاً بمتابعة غيره، أكثر من نفسه هو، وهو انشغال من باب الحسد لا أكثر، ومعرفة الأخبار، وأين ذهب فلان وماذا فعل وإلى أين هو ماض؟ بوقت ثمين يحتاجه المرء أكثر من هدره بالانشغال بأخبار غيره.
هذه الطينة البشرية العجيبة التي نصادفها اليوم وكل يوم، هي من تفرمل حياة الكثيرين، وتعطل مصالحهم، وتدخلهم صراعات جانبية، وحوارات، وأفلاما لا أول لها ولا آخر.
وكنت قد أكدت لصديق منذ أيام أن النجاح في الحياة ليس كافيا، فهناك أبجديات يجب أخذها بالاعتبار جيداً، وهي أساس كل نجاح وضمان لبقائه، أولها الحذر، وثانيها عدم منح الثقة إلا لمن يستحقها، وثالثها إعطاء فرص التواجد لمن هو جدير بها، وإلا ستكون الفاتورة مكلفة، ومنهكة، وغالية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية