أستغرب وأنا أتأمل حسابات البعض في منصات التواصل الاجتماعي، والتي حولتهم برضاهم إلى مهرجين “ثقال دم”، يفضحون أنفسهم، ويفضحون أهاليهم، ومن ينتسبون إليهم، بنشرهم مقاطع فيديو “تهريجية”، وفاضحة، لرفع نسبة المشاهدات، وكسب المتابعين.
رجل خمسيني “مكرش”، يخرج لنا بمقطع فيديو، وهو يرتدي الثياب الداخلية البيضاء، و”يتمخطر” و”يترقص” و”يتنطط” بشكل مقزز، ويأكل بشكل سخيف، ويمضغ الطعام أمام الكاميرا، لانتزاع الضحكات من المتابعين، ونيل تعليقاتهم.
آخر أبيض الشعر، يتعلق على شجرة، ويقفز بشكل سمج، كالقرد التائه، ويترقص أمام الكاميرا، وفي مقطع آخر يجلس فوق الشجرة نفسها، ويغني، ويردد القصائد، وغير ذلك من هراء وفضفضة فارغة.
سيدة متوسطة العمر، تخرج لنا بمقطع فيديو “وطب” بحديث عن الشأن العام، وقضايا الناس، بأسلوب تافه، ولغة ركيكة مصطنعة، يتخلل ذلك حصولها على كم واسع من “الكومنتات” لمتابعين تفه مثلها، شكلت هويتهم قوارض “السوشال ميديا”.
شابة صغيرة، تستعرض باهتمام يومياتها الفارغة، وماذا ستفعل، وماذا لن تفعل، وسط متابعة الكثيرين واهتمامهم، فأين هم أهلها مما يحدث؟ وما الرسالة التي ينشد المتابعون الوصول إليها من يومياتها التافهة والجوفاء من أي هدف بالحياة؟
حال مزرٍ، ومؤسف، حوّلت به منصات “السوشال ميديا” البعض لمهرّجين بالفعل، وفضحتهم، وكشفت أسرار البيوت وخفاياها، بلا حسيب أو رقيب، لكنها التربية السيئة بلا شك، وقصور الوالدين في أداء واجبهما، والله المستعان.