واقع اقتصادي جديد، تعيشه البحرين والكثير من دول الجوار والمنطقة والعالم، دفع رب الأسرة لأن يعيد حساباته بكل “فلس” يصرفه أو سيصرفه.
ولم يكن لهذا الحذر أن يوجد في نمط حياتنا اليومي، إلا بشكل قسري، وواقع قائم، لا ناقة لنا به ولا جمل، فالآلة الحاسبة هي الحاضرة بكل المواقف والأحداث، تفرض رأيها على مدار الساعة، بلا نقاش، وإلا كان الإفلاس صاحب القول الفصل.
وفي خضم التحديات الاقتصادية، وعلى رأسها الغلاء المتوحش، والتضخم، والبطالة، يقف الشاب المقبل على الزواج عند مفترق طرق شائك، لا يعرف أين يذهب؟ فعلاوة على الوضع الراهن، يتمسك بعض أرباب الأسر بالطلبات الثقيلة والتقليدية لـ “الزواج” بأسنانهم وأظافرهم، كالمهر الكبير، والعرس المبهرج، والسفرة، وبقية هذا “الباكج” المعروف، والذي يدخل الشباب الصغار أتون الديون المرهقة لسنوات عجاف وطويلة، يصعب الفكاك منها.
الأمر الآخر هو عمل الزوجة، فسابقا كان الكثيرون يرفضون هذا المبدأ من أساسه، لكن الواقع الجديد فرض عليهم قناعات أهمية عمل الزوجة، كميزة من مزايا اختيارها لتكون شريكة حياة.
ظروف متغيرة، وتحديات كثيرة، وتقلبات، تتطلب بنهاية المطاف التفهم المجتمعي من قبل الجميع، على رأسهم أرباب الأسر، والمقبلون على الزواج أيضاً، وأن يكون هناك دور أكبر لمؤسسات المجتمع المدني والتجار في مساعدة المقبلين حديثاً على الزواج، فهو واجب أخلاقي قبل أي شيء.