يقول اللاعب الأرجنتيني كارلوس تيفيز “حصلت على أول راتب كبير، عندما انتقلت من بوكا إلى كورينثيانز، اشتريت عشرة منازل وأخرجت جميع أعمامي وخالاتي من الحي، هذا ما فعلته مع أول مبلغ كبير لي، أقمنا حفلة شواء في المنزل، وأعطيت الجميع مفاتيحهم، دون علمهم بأي شيء، لقد فاجأتهم جميعا”.
قرأت هذا المنشور مرات عدة، والذي يستحق أن يعنون بـ “الرجل الحقيقي” الذي لا تغيره الظروف، أو تبدله الأحوال، أو دخول النعمة، أو الثراء.
الرجل الذي لا ينسى من أين أتى، ومن أين هو، ولمن يرجع وينتسب، وما هو المكان الذي صنع منه رجلاً، وما يجب عليه أن يفعل حين يكون قادراً على ذلك، ولنا بذلك أمثلة كثيرة للرجال الحقيقيين.
استذكرت أيضاً حديثي النعمة، ممن ابتلينا بهم سواء في بيئة العمل، أو في الحياة الاجتماعية نفسها، والذين كانت النعمة خيراً لهم، وابتلاء لغيرهم، فلا هم الذين ذكروا الفضل، ولا هم الذين تركوا خلق الله في حالهم.
ولا تقتصر النعم على المال فقط، بل تطال المناصب أيضاً، والدرجات الوظيفية وغيرها الكثير، والتي تكشف حقيقة الناس، ونواياهم، وتسقط الأقنعة عنهم، مهما كانت متقنة وسميكة، وتحول البعض منهم لوحوش كاسرة، بعد أن كانوا أخير الناس.
أن يتذكر المرء الفضل.. أمر عظيم، والأعظم حين تلازمه صفة التواضع مهما سمنت محفظته، وتخمت، ولأنها وفي نهاية المطاف بلا أية قيمة، متى ما فقد محبة الناس، واحترامهم، وودهم، وسؤالهم عنه.