العدد 4943
الأربعاء 27 أبريل 2022
banner
مظاهر البذخ
الأربعاء 27 أبريل 2022

من الطبيعي أن ترتبط مظاهر البذخ ارتباطاً وثيقاً بالأثرياء، لكن من غير الطبيعي أن ترتبط بأناس نصفهم على المستوى الدارج بالعاديين أو من ذوي الدخل المتوسط أو ربما المحدود.
ومن الملاحظ هذه الفترة أن مظاهر البذخ تزداد يوماً بعد يوم، وقد لا يرتبط ذلك باليسر المادي، إنما بهبات تظهر من هنا وهناك، ويسير على نهج تقليدها أمة من الناس بغض النظر عن إمكانياتهم ومستواهم المادي. وتجير هذه الهبات أو التغييرات حتى على العادات والتقاليد المتوغلة في البساطة لتغرقها بكم المصروفات والإسراف، ومن ثم تفقدها بريقها وتنال من زهوة البساطة.
والمشكل أن هناك عددا كبيرا من الناس يعتقدون أن عدم مواكبة هذه التغيرات والصرعات يعد من التخلف، أو ينتابهم خوف أن يصبحوا أقل من غيرهم أو محل انتقاص لمخالفتهم الغير أو غير ذلك من أسباب، وأعظم من ذلك أن بعضهم يبتكر أشياء جديدة تزيد الأمر تعقيداً وسوءاً.
وقد طالت هذه العقلية من حب التباهي والتفاخر والتقليد والخوف من الظهور بمستوى متدن حتى الهدايا التي تهدى ما بين الناس، لتصبح أكثر تعقيداً مما كانت عليه؛ إذ لم يعد ــ في الكثير من الأحيان ــ المعنى الحقيقي من الإهداء مهماً بقدر الشكل والعلامة التجارية، والتي لا ينبغي أن تكون مقياساً أساسياً، بل المقاييس الأهم هي الشخص المهدي وذوقه ونوعية المناسبة ودرجة أهميتها، أما العكس من ذلك فطمس يفقد الهدية رونق معناها الأصلي، ولعل من أهم الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة هي إعلانات مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، والتي فيها من المبالغة إلى الحد الذي يصعب على عامة الناس مجاراتها، ما يخلق تبعات مجتمعية واقتصادية تزيد الوضع سوءاً، وتحتاج إلى معالجة ناجعة وسريعة حتى لا تصل إلى أبعد مما هي عليه الآن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .