رغم ما يعرفه الجميع عن الأضرار الصحية للتدخين، إلا أن الكثيرين يتجاهلونها أو لا يكترثون لها لمبررات عدة منها غياب الخطر الواضح والآني على صحتهم، ومقارنات مع أناس آخرين لم يودِ التدخين بحياتهم، ورغم التحذيرات المفروضة أيضاً والتي تلتزم بها شركات صناعة السجائر إلا أن أعداد المدخنين في تزايد مستمر.

وتأتي السجائر الإلكترونية هذه الأيام لتزيد أعداد المدخنين بشكل كبير وملحوظ، فيكاد لا يخلو بيت من مدخن للسجائر الإلكترونية، عازين تدخينهم لأسباب مختلفة منها أن التدخين ليس إدماناً لعدم استمرارهم فيه بشكل يومي، وآخرون يبررون تدخينهم السجائر الإلكترونية بأنه أقل خطر من السجائر العادية حسب قناعاتهم، أو لأنه بروائح ونكهات زكية، أو أنه بديل أفضل عن تدخين السجائر العادية أو طريقة من طرق محاولات الإقلاع التي ينتهجونها بعيداً عن الطرق القديمة مثل علكة النيكوتين وما شابه.

المشكلة أن السجائر الإلكترونية روج لها بداية على أنها أقل ضرراً من السجائر العادية، وهو ما دفع الكثيرين إلى بدء التدخين وهم في الأصل لم يكونوا من المدخنين، حتى انتشرت السجائر الإلكترونية بشكل رهيب بين أوساط الشباب، خصوصا الفتيات، وهو ما كان غريباً جداً في السابق أن ترى فتاة مدخنة، إلى درجة أن السجائر الإلكترونية أصبحت اليوم هدايا تهدى بينهن، ويربطنها بالموضة، أو الترويح عن النفس، أو كسر الروتين، وما شاكل من مبررات باتت خطيرة جداً على صحة الشباب، ما يجعل الحاجة ماسة إلى محاربة هذا الخطر الجديد، والذي تعدى مرحلة الانتشار إلى الإضرار بالشباب.