العدد 4933
الأحد 17 أبريل 2022
banner
عن فرق الموت وتصفية الأجساد
الأحد 17 أبريل 2022

كشفت يوميات حرب اليمن المؤلمة النفاق الذي يغرق به المجتمع الدولي اليوم، والذي لا تهمه مصالح الشعوب، ولا ضياعها، ولا تشرذمها، بقدر ما تهمه مصالحه ومنافعه هو، وما سيخرج به من هذه الحرب وتلك من مكاسب وأموال فائقة.


فالبرغم من الإدانات الدولية والأممية التي نسمعها مراراً وتكراراً تجاه الجماعات الحوثية الإرهابية، ومن قبلهم حزب الله اللبناني المجرم، وتعدد قوائم فرق الموت وتصفية الأجساد، وحصد الرؤوس، والممولة والمدعومة من إيران، ولا غيرها، إلا أن الوضع لا يزال كما هو عليه، فلماذا؟


لأن وجود هذه الجماعات المتطرفة العابرة للحدود، أساس وساس كل مشاريع الغرب التفتيتية بالمنطقة العربية، وهي هراوات استنزاف الثروات، وسرقة الحكومات والشعوب، وإمضاء الاتفاقيات الورقية التي لا تحرك ساكناً للدولة الحليفة حين تشتد الأزمات وتدلهم الخطوب.


ما يحدث باليمن من تطورات متسارعة للحرب، وآثارها المدمرة، ومعها مساعي دول الخليج الإصلاحية وإعادة الشرعية، لا يهم المجتمع الغربي المنافق قيد أنملة، ولن يلاقي دعما حقيقيا، لأنها أوراق للمساومة، والتلويح، والشد والجذب، وعدد ولا حرج بذلك.


هذا الواقع السياسي القميء الذي نعيشه كل يوم، يؤكد لنا كشعوب وحكومات أن القضايا العربية لا يمكن لها أن تحل إلا من خلال البيت العربي الذي يعاني حتى لحظة كتابة هذه السطور الاختلاف والتصادم.


وأن الرهان على الغرب لن يؤتي ثماراً وإن طال الدهر، وستظل العجلة تدور حول نفسها، متى ما ظلت هذه المعادلة قائمة، ومستمرة، ومراهنا عليها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .