أثمرت التجارب السابقة، نجاح العديد من البلديين الذين دخلوا المجلس التشريعي بعد فترة خدمية مميزة في العمل البلدي مكنتهم من التقرب للناس، والوقوف على احتياجاتهم اليومية وأولوياتهم.

هذه التجربة يجب أن يشار إليها بكل تقدير واحترام، وأخص النواب محمد بوحمود، ويوسف الذوادي، وخالد بوعنق، وعيسى القاضي، والنائب السابق محسن البكري، وغيرهم ممن تركوا الأثر الطيب في الناس، بخدمتهم، وتقديم الأداء المرضي لهم.

وفي حالات عدة، يوجد اختلاف بأداء العضو تحت قبة البرلمان، عن الدائرة نفسها، من حيث مستوى القوة، لكنه اختلاف صحي، يرتبط بقدرات الفرد وإمكانياته، لكن أثره الأساسي هو اختزال السنوات المجهدة من على كاهل الناس، عبر توظيف كل الإمكانيات والموارد والعلاقات الشخصية لتسهيل أمورهم الحياتية وخدمتهم، حتى لو لم تكن من صميم عمله كعضو في مجلس الشعب.

القرب من المواطن والإنصات إليه، يساعد كثيرا في تصويب المسار، وفي التعرف على الأولويات والاحتياجات، والنظر لها بعين الرحمة والرأفة والحب، سواء للنائب، أو المسؤول، أو الصحافي، وقس على ذلك الكثيرين، لكنه تصويب مسار يتطلب وجود الإرادة والرغبة الداخلية في خدمة الناس، والصدق بذلك. والعضو البلدي أو النيابي، هو مواطن قبل أن يكون كذلك، لديه نفس المسؤوليات، والتحديات، والأولويات، والهموم، ويتواجد بذات المحيط الاجتماعي.

لذا فإن مشاطرة الناس ما يحتاجونه، عبر تقديم الأداء الجيد في المجلس التشريعي، والنظر لرغباتهم كبوصلة مسار وتحرك مستمرين، هو ما يطمح إليه الجميع، وما ننتظره منهم نحن وغيرنا.