من المحاسن الجميلة للاستحقاق الانتخابي أن الأخلاق تصبح فجأة في الأعالي، فلا تجاهل للاتصالات، ولا أعصاب “فالته” ولا تعالي على الناس، ولا “تصدد” عن هذا وذاك.

في الاستحقاق سيصبح الكثيرون طيبين، وذوي خلق وود، يطاردونك للسلام عليك، والسؤال عنك وعن أولادك، وتقبيل رأسك الكريم، بإرادتك أو “غصباً عنك”.

كما سيفتح موسم الاستحقاق أبواب الرزق، فمحلات الضيافة ستنشط، والحلوى والقهوة، والمصورون، وشركات الإعلانات، وأصحاب الحسابات التجارية والإخبارية في “السوشال ميديا”، وفقاً لمبدأ “نفعني وأنفعك”.

ما سنراه بالأيام المقبلة، سيكون نقلة نوعية في التعامل الشخصي بين الناس، وفي الصبر على “الحنه والزنه”، والإنصات الذي سيصبح فجأة موهبة للجميع تقريباً.

كما سيصبح البعض مهتما بمعرفة هموم الناس ومشاكلهم، وسيبدي الرأي بها أيا كانت، وإن تطرقت للتغيرات المناخية بكوكب المريخ.

في الاستحقاق الانتخابي، ستنكشف معادن الكثيرين، دون أي جهد منا، وسنرى حضوراً غير متوقع للبعض في الخيم الانتخابية، وهم يتشدقون بحماس عن السياسة والاقتصاد والاستدامة والدين العام، ونحن نتساءل لا شعوريا.. ما الذي يفعله هذا هنا؟

وفي ظل هذه الأجواء الدرامية، سيبرز نواب أحبطوا الناس بأدائهم المناقض للآمال والضمائر، وسيحاولون تفسير المواقف، وشرح الأسباب والمسببات، بنكهة مالحة تكمل “الجو المعفوس أصلاً” من بقية المرشحين.

خلطة جميلة، و(مخبوصه)، سيكون بطلها الأول والأخير الناخب الكريم، والذي نسيه البعض أربع سنوات كاملة.