العدد 4905
الأحد 20 مارس 2022
banner
15 مارس يوماً عالمياً للقضاء على الإسلاموفوبيا
الأحد 20 مارس 2022

اتفقنا أو اختلفنا حول دور الأمم المتحدة وتأثير وحدود هذا الدور، فإنها تظل المظلة العالمية التي تعبر عن الضمير الإنساني وتسعى لتحقيق الأهداف التي هي محل اتفاق بين غالبية البشر، وعندما يجتمع أعضاء هذه المنظمة على تخصيص يوم عالمي لقضية محددة فهو اعتراف بأهميتها واتفاق على ضرورة التوحد حولها.
من هنا، تأتي أهمية اعتماد الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة يوم الـ 15 من مارس من كل عام يومًا دوليًا ‏لمكافحة “الإسلاموفوبيا” أي الخوف من الإسلام والمسلمين، والذي بدا منذ أحداث 11 سبتمبر 2001م كهدف استراتيجي ومسعى رئيسي لكثير من الأطراف والحركات والأصوات الغربية من أجل إبقاء وإذكاء كراهية المسلمين وتبرير استهدافهم والانتقاص من حقوقهم أينما وجدوا، وكأنهم لا يستحقون الأهلية والإنسانية، وإيهام العالم بأنهم مصدر الشرور كلها.
صدور هذا القرار الأممي يوجب على الجميع النظر إلى الأديان والمعتقدات بمرآة واحدة ويفرض عليهم أن يكونوا على مسافة متساوية دون انحياز أو تعصب، والتوقف عن الربط الذي بات آليًا بين الإسلام والمسلمين من جهة والتطرف والعنف والإرهاب من جهة أخرى.‏
أن يطالب قرار الأمم المتحدة جميع الهيئات التابعة لها والمنظمات الدولية والإقليمية وكل دول العالم بتنظيم ودعم الفعاليات التي تهدف إلى زيادة ‏الوعي بظاهرة الإسلاموفوبيا، هو اعتراف بمدى الظلم الذي تعرض له الإسلام والمسلمون طيلة السنوات الماضية ووضعهم في خندق الاتهامات الباطلة والدائمة وعدم السماح لهم بالدفاع عن قضيتهم أو تبرئة أنفسهم ودينهم.
لهذا حظي قرار الجمعية العامة بإشادة واستحسان الدول الإسلامية، حيث كان استجابة محمودة للحملة العالمية التي أطلقها مركز صوت الحكمة التابع لمنظمة التعاون الإسلامي في عام 2020م، والعريضة التي رفعت لأمين عام الأمم المتحدة باعتماد 15 مارس من كل عام يوما عالميا للتضامن ضد الإسلاموفوبيا، لتوافقه مع ذكرى حادث الهجوم على مسجدين بمدينة كريست تشيرش في نيوزيلندا (15 مارس 2019) والذي راح ضحيته عشرات المسلمين أثناء أداء صلاتهم، للتذكير بخطورة نشر الكراهية والعداء للمسلمين وما يمكن أن يفضي إليه من جرائم إرهابية بشعة تودي بحياة الأبرياء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .