العدد 4887
الأربعاء 02 مارس 2022
banner
لقاحات كورونا بين التخويف والتطمين
الأربعاء 02 مارس 2022

غالبًا ما يميل الناس إلى أخذ جانب الحيطة والحذر ومراعاة السلامة فيما يتعلق بوضعهم الصحي، ويكون استعدادهم أكبر لتصديق التحذيرات والتخويفات ولو من باب “درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة”.


هذا المنطق جعل كثيرين لا يقدمون على الحصول على أي من اللقاحات ضد فيروس كورونا كوفيد 19 إلى الآن، لاسيما بعد أن تابعنا العديد من الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي، بعضها لمتخصصين وغالبيتها لغير معنيين يحذرون من اللقاحات وتأثيراتها على المدى البعيد، وكيف أنها تندرج ضمن مؤامرة إما للسيطرة على الأشخاص والتحكم في تصرفاتهم وأفعالهم، أو للتجسس عليهم أو التخلص منهم، ورغم أنها فرضيات متناقضة لكنها كانت محل تصديق أو خوف من قبل البعض.


وبمناسبة مرور عام على تجربة أخذ لقاحات فيروس كورونا، نشر موقع هيئة الإذاعة البريطانية على الإنترنت تقريرًا استعرض فيه المراحل المختلفة والتغييرات والأعراض المحتملة منذ لحظة أخذ اللقاح وما بعدها، وأوضحت من خلاله عدة أمور مهمة من بينها أن فترة العام تعد أكثر من كافية لظهور أية أعراض جانبية للقاحات، وأنه بعد مرور 28 يوما، تموت الخلايا المناعية الجديدة، ويبقى في الجسم ما يسمى بخلايا الذاكرة المناعية، التي تكفل للجسد الحماية لمدة أشهر أو سنوات، ولا توجد أية أعراض جديدة بعد ذلك حسب ما تقول، فيكتوريا مايل، أستاذة المناعة في لندن، والتي تضيف أنه لو لم يحدث لك عرض جانبي خلال شهرين، بعد تلقي اللقاح، فإنه وبشكل شبه مؤكد، لن تتعرض لشيء في وقت لاحق، بسبب اللقاح.


صحيح وكما يقول تقرير البي بي سي لا يوجد في مجال العقاقير شيء مضمون بنسبة 100 بالمئة، إلا أنه يؤكد أيضًا أن العلماء لا يتذكرون في تاريخ الطب الحديث وقوع أي عرض جانبي لأي لقاح، بعد مرور ستة أشهر من تلقيه، وأن أغلب الأعراض الجانبية تحدث خلال ساعات من تلقي اللقاح، والقليل منها خلال أيام، أو أسابيع، وأنه بعد تلقيح مليارات البشر، فإن احتمال ظهور أعراض جديدة، يبقى أقل بقليل من واحد لكل مليار شخص.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .