العدد 4877
الأحد 20 فبراير 2022
banner
منشأة نووية إيرانية تحت الأرض
الأحد 20 فبراير 2022

يبدو أن استراتيجية كسب الوقت التي تتبعها إيران في تفاوضها بشأن برنامجها النووي تؤتي ثمارها، وتحقق الأهداف التي تسعى إليها طهران في ظل البطء الشديد لجولات التفاوض مع القوى الكبرى، والنتائج الهزيلة حتى الآن رغم تعدد الجولات، ومع الانشغال الدولي بأزمات مستجدة تسببت بتوترات عالمية تقربنا من اندلاع حرب لا نتمنى حدوثها.
ووفقًا لصحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيلية، فإن إيران تعمل على بناء منشأة نووية جديدة تحت الأرض، وأن الجبل الذي يأوي هذه المنشأة في نطنز يصل ارتفاعه إلى 1608 أمتار فوق سطح البحر، وهو ارتفاع يحصنها من سلاح الجو الإسرائيلي وقدراته وضرباته.
واضح أن هذه المنشأة الجديدة ستكون مركز الثقل للبرنامج النووي الإيراني، إذ يتوقع المسؤولون الإسرائيليون أن تنقل طهران أكبر أجزاء برنامجها النووي إلى الموقع الجديد.
تصريحات إيرانية كثيرة تؤكد التقديرات الإسرائيلية، ومن بينها ما صرح به علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في وقت سابق بأن طهران تعمل بكل جدية لنقل جميع القاعات الحساسة إلى قلب الجبل بالقرب من نطنز.
الأمر ليس بعيدًا لدرجة تسمح بمزيد من التراخي الدولي، وضرورة حسم هذا الملف، إذ إن هذه المنشأة الجديدة قد تكون جاهزة بحدود عام فقط، وهو ما سيسمح لطهران بزيادة نشاطها النووي بعيدًا عن عيون ومراقبة وكالة الطاقة الذرية، ودون خوف من ضربات جوية ضد المنشأة النووية.
إذا الوقت يمر لصالح إيران، ويزيد من قدراتها على إنتاج أسلحة نووية، ما يفرض على القوى الكبرى التي تتفاوض مع طهران أن تزيد من ضغطها وتطرح الخيارات التي تملكها بكل وضوح، وأن يكون لهدف منع إيران من امتلاك سلاح نووي الأولوية، وأن تضع ضغوطًا على صانع القرار الإيراني لحرمانه من الأريحية التي يشعر بها ويسعى لإطالة أمدها في شكل ومضمون وتوقيت التفاوض.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .