العدد 4858
الثلاثاء 01 فبراير 2022
banner
حصار الحوثيين
الثلاثاء 01 فبراير 2022

في تعبير واضح عن اليأس والإحباط وتشديد الحصار والخناق الداخلي، لجأت ميلشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران إلى استهداف دولة الإمارات العربية المتحدة بهجمات إرهابية، معتقدة بذلك أنها ستوقف الانتصارات المتتالية لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وألوية العمالقة والسيطرة على محافظة شبوة بما لها من أهيمة استراتيجية كبرى، وهو ما غير المشهد العسكري في اليمن وقرب كثيرا من إعلان سقوط الحوثيين والقضاء عليهم.
بالمفهوم العسكري هي هزائم ثقيلة للحوثيين وخلل واضح في الميزان العسكري والجهد القتالي لصالح قوات التحالف العربي وألوية العمالقة، فكان هذا الرد الإرهابي للفت الأنظار عن تلك الانتصارات، ومحاولة عرقلة المزيد منها على الأرض اليمنية.
واضح أيضًا مدى التبعية الحوثية للدولة الإيرانية، حيث إن هذا التحويل والتصعيد من جانب الحوثيين يأتي في وقت تتزايد فيه الاتهامات الدولية ضد طهران بالمراوغة والمماطلة وعدم الجدية في التوصل لاتفاق حول برنامجها النووي، فكان الشطط الحوثي لخدمة المفاوض الإيراني، وإرسال رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن مفتاح وقف التصعيد الحوثي في طهران، ومن ثم يجب الانتباه والتنازل المتبادل عند التفاوض النووي، وإلا فإن مصالح الدول الكبرى التي تتفاوض معها وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة ستكون معرضة للخطر. 
كما أن هذا التصعيد يخدم مفاوضات ومحاولات إيران للتقارب وإعادة العلاقات مع الجيران إلى طبيعتها من خلال تصدير ذات الرسالة التي يتم تصديرها للمجتمع الدولي بأن ورقة الحوثيين التي تمتلكها إيران يمكن أن تستثمرها لصالح دول المنطقة إن أبدت مرونة وتجاوبًا مع مساعيها لإعادة العلاقات مع تلك الدول.
قطع تلك الصلة والعلاقة بين الحوثيين وإيران مهمة مطلوبة من قبل المجتمع الدولي في تلك المرحلة من خلال حصار الحوثيين وإعادة النظر في طريقة التعامل معهم ليس كطرف معني بالمصلحة اليمنية، إنما كميلشيا إرهابية متطرفة ضد استقرار اليمن والمنطقة، وعلى طهران أن تظهر وتبرهن للمجتمع الدولي على قرارها واختيارها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .