العدد 4850
الإثنين 24 يناير 2022
banner
فيروس كورونا وتعمد الإصابة
الإثنين 24 يناير 2022

منذ بداية جائحة كورونا قبل نحو عامين تابعنا فيديوهات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي لأناس يهونون بل ويسخرون من الفيروس وممن يحتاطون منه ويأخذون بالإجراءات الاحترازية اللازمة في مواجهته، وللأسف الشديد راح كثير من هؤلاء ضحية للفيروس نفسه، وظهر بعضهم بفيديوهات قبيل وفاتهم يعتذرون عن آرائهم وسخرياتهم من الفيروس.


الأمر هنا قد يبدو هينًا كون هؤلاء غير مؤثرين في أوساط مجتمعاتهم وغير معروفين، فيكون انتشار آرائهم في حيز ضيق وليس بذات التأثير الكبير الذي يحدثه ما يصدر عن “النخبة” بمختلف انتماءاتها، حيث يكون الصدى واسعًا والجدال محتدمًا وتحدث البلبلة في المجتمع.


وقد حملت الكثير من الصحف والمواقع الإخبارية خبرًا محزنًا عن وفاة مغنية شعبية (عن عمر ناهز 57 عامًا) بمرض كوفيد-19 بإحدى الدول الأوروبية، بعدما تعمدت الإصابة بفيروس كورونا، حسب تصريح أدلى به ابنها، مضيفا أن والدته رفضت تلقي اللقاح وعرضت نفسها طوعا للمرض الذي أصيب به هو ووالده الملقحان، وأنها فعلت ذلك كي تستطيع دخول بعض الأماكن بعد أن تتعافى من الإصابة، وأنها قررت أن تعيش بشكل طبيعي وفضلت أن تصاب بالمرض على أن تتلقى اللقاح.


وكما فعل كثيرون، قامت هذه المغنية بالتعبير عن فرحتها فكتبت عبر مواقع التواصل قبل يومين فقط من وفاتها: “لقد نجوت.. سيكون هناك عرض مسرحي وحمام ساونا وحفلة موسيقية.. ورحلة عاجلة إلى البحر”! أمثال هؤلاء ضحية للشائعات والآراء المغلوطة التي يروجها بعض المستفيدين والمستغلين والمتاجرين بحياة الناس وصحة البسطاء، فقد كان ولا يزال الفيروس ساحة خصبة لحروب معلوماتية وتجارية بعضها يتم عن جهل ودون قصد، وكثير منها يكون بسوء نية ولمقاصد معينة للقائمين عليها.


هنا، يقع دور كبير على النخب في كل المجتمعات بكل انتماءاتها وفئاتها بأن تكون أكثر وعيًا وحذرًا في آرائها وسلوكياتها، وأكثر إيجابية في تأثيراتها وإسهاماتها المجتمعية وألا تظهر للناس إلا ما يفيدهم وينفعهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .