+A
A-

كلمة يصدر الترجمة العربية لرواية "الوشاح المدنس"

أصدر مشروع "كلمة" في مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، الترجمة العربية لرواية "الوشاح المدنس" لمؤلفها الروائي فانيشوار ناث رينو، ونقلها إلى العربية د. مجيب الرحمن، وراجع الترجمة د. ذكر الرحمن.

تعد رواية "الوشاح المدنس" للروائي العظيم "فانيشوار ناث رينو"(1921-1977) من أهم الروايات في أدب لغة الـ "هندي" (لغة الهند الرسمية الأولى)، بعد رواية "غودان" لعبقري الرواية الهندية والاردية "بريم تشاند"، وتمثل رواية الوشاح المدنس النموذج الأرقى للرواية المحلية في أدب لغة الـ "هندي". لقد غيرت الرواية بشكل جذري بنية الرواية الهندية وأنماطها السردية، وأجريت حولها دراسات وبحوث كثيرة في الجامعات الهندية والغربية.

ترصد الرواية تجارب ومحن مجموعة من الناس في قرية نائية في شمال شرق الهند وبالتحديد قرية "ميري غنج" في مقاطعة "بورنيا" في ولاية بيهار في خضم حركة "إرحلوا عن الهند" في عام 1942 التي قادها المهاتما غاندي ضد الاحتلال البريطاني، وتحكي قصة طبيب شاب "براشانت كومار" الذي يسعى إلى تغيير أنماط الفكر السائدة في المجتمع الريفي الذي يئن تحت وطأة الجهل وسيطرة الأوهام والخرافات في ظل طغيان النظام الإقطاعي والتراتبية الطبقية وما يترتب منها من آثار خطيرة ومدمرة على حياة القرويين في المجتمع الريفي الهندي بشكل عام.

إنها رواية محلية بالمعنى الحقيقي للكلمة حيث تعكس اللون المحلي في اللغة المحكية وأسلوب الحياة والخرافات والمعتقدات والمهرجانات والطقوس وثقافة سكان الريف. شخصياتها تتناسب تماماً مع شخوص المنطقة وتتصف بالخصائص المحلية بل وتصبح المنطقة شخصية حية وتلعب دورًا كبيرًا في حركية ودينامية القصة ووصولها إلى الذروة.

كما تقدم الرواية على نحو بانورامي ورائع الصورة الواقعية لتشكل ونشوء الوعي السياسي والقومي في ظل حركة النضال الوطني للتحرر من الاستعمار البريطاني في النصف الأول من القرن العشرين تحت أثر شخصية غاندي ونضاله اللاعنفي والحركة الاشتراكية وسياسات حزب المؤتمر الوطني خلال النضال ومدى تأثيرها على حياة القرويين في هذه المنطقة.

وأهم ما يميز الرواية هو رصد شعبية غاندي ومكانته في نفوس الهنود إبان حركة استقلال الهند. تنتهي الرواية بأمل جديد للهند المستقلة حديثاً بعد أن خيّم الهند كلها حزن عميق إثر اغتيال غاندي على يد متطرف عام 1948.

فانيشوار ناث رينو: أحد أكثر الكتّاب نجاحاً وتأثيراً في الأدب الهندي، وُلد سنة 1921 في مقاطعة أرريا في ولاية بيهار، الهند، حصل على التعليم في الهند ونيبال وشارك في حركة تحرير الهند، كما شارك في الحركة الثورية في نيبال في عام 1950. اشتهر لاستحداثه صنفالرواية المحلية أو الإقليمية في أدب لغة الـ "هندي"التي صوّر من خلالها حياة ريف بيهار بكل ألوانها ومظاهرها المحلية والشعبية وبالتالي استطاع أن يرسم صورة واقعية ودقيقة لحياة أهل القرى في ولاية بيهار، حولت بعض قصصه إلى أفلام هندية مشهورة مثل فيلم "تيسري قسم" (النذر الثالث) الذي يعد من كلاسيكيات السينما البوليوودية. ألف عددا من الروايات والقصص المهمة في أدب لغة الـ"هندي" أهمها: "مايلا آنشال"، وبارتي باريكاتا"، و"جلوس"، و"كريشنا كي كهاني"، و"ماري غاي غولفام"، وغيرها. مُنح جائزة الدولة التقديرية "بادام شري" في عام 1970، ولكنه ردها إلى الحكومة في السبعينات من القرن الماضى.

أ.د. مجيب الرحمن: أستاذ جامعي وباحث وكاتب ومترجم من الهند، يشتغل في مركز الدراسات العربية والأفريقية بجامعة جواهر لال نهرو، نقل إلى العربية كتاب سونيل خيلناني "فكرة الهند" (2009)، وكتاب ديبيش تشاكرا بورتي "مواطن الحداثة: دراسات في صحوة التابع" (2011) و رواية قرة العين حيدر "نهر النار" (2020) ونقل إلى الهندية :كلمات القائد الشيخ زايد بن سلطان آل النهيان (2019) ونشر جميعها مشروع كلمة للترجمة والتعريب – أبو ظبي، والسيرة الذاتية لرام بوكساني "السير في الطريق السريع" (2018)، ونقل إلى العربية عددا من قصص الأطفال لهيئة الكتاب الوطنية الهند (2019) وله عدد من المؤلفات والبحوث المنشورة باللغة العربية.