المواقف هي من تحدد معادن الرجال، ومن يجب أن نهدر وقتنا واهتمامنا لأجله، ومن يجب أن نركنه على الرف، ونخرجه من حساباتنا وأولوياتنا كلها.
وأعجب لطبيعة بعض البشر، ممن لا يرون إلا مصالحهم، وما ينفعهم هم، دون أية اعتبارات لمن حولهم، خصوصا لمن وقفوا إلى جانبهم أثناء الأزمات، وأثناء صعودهم للأعلى، بعد أن كانوا بالقعر.
وأعجب أيضا لمن يملكون المال الطائل، لكنهم فقراء القلوب والعطية، يظلون على حالهم هذا حتى مماتهم، وإن ماتوا لا يذكرهم أو يترحم عليهم أحد.
هناك أيضا من وقف الناس إلى جانبهم، من نواب، وبلديين، وغيرهم، يأتون أثناء الانتخابات بوجه، وبعد الفوز، يظهرون وجهاً آخر، ضريبته الأولى تعطيل مصالح المواطن، وهدر وقته، وتصعيب الحياة عليه، أكثر مما هي صعبة.
هناك أيضا بعض المسؤولين، ممن لا يحركون ساكناً في قضاء حوائج الناس، وفي تسهيل أمورهم، وخدمتهم، وفي البحث عن الأجر.
قصص كثيرة نسمعها اليوم، وكل يوم، تدور نتائجها بفلك معادن الرجال، والتي تحدد بالنهايات قيمة الشخص، ومكانته الحقيقية في المجتمع وفي قلوب الناس، وفي رضا والديه عليه، أو سخطهما.
من المضحك المبكي، تغير البعض بعد خروجهم وتقاعدهم من الوظيفة، ليصبحوا فجأة مع الناس أليفين، وطيبين، ومبتسمين، لكن بعد فوات الأوان، وتلك قصة أخرى.