العدد 4877
الأحد 20 فبراير 2022
banner
موظف البدالة والفانوس السحري
الأحد 20 فبراير 2022

حالة من اللامسؤولية لدى بعض موظفي البدالة الذين لا يؤدون المهمة التي وظفوا لأجلها، وهي الرد على اتصالات المراجعين، حالة مرضية غريبة وعجيبة، لا يهتم أحد بمتابعتها، عقدت حياة الناس، وضاعفت همومهم، ومسؤولياتهم، وطولت عليهم الإجراءات والمراجعات والاستفسارات، والتي بالإمكان حلها برفع سماعة الهاتف، والإجابة على الاتصال، وهو ما لا يحدث.
وكنت وفي لقاءات كثيرة وعديدة، وقديمة ومستمرة، قد سمعت الكثير من الشكاوى عن هذه القضية الغريبة، والتي أصبح فيها موظف البدالة مثل فانوس علاء الدين السحري، نسمع عنه ولا نراه، وبيده كل الحلول والتسهيلات، وربما الإجابات.
إنه من غير اللائق أن يستلم موظف، أي موظف، للبدالة أو غيرها، راتباً دون أن “يحلله”، ومعنى أن يحلله هو أن يؤدي الوصف الوظيفي الذي التزم فيه أثناء توقيعه العقد، والذي يأخذ بمقابله أجراً، ولأنه ما تم أخل بالاتفاق، أخل بأحقيته المشروعة في أخذ الراتب.
الأمر الآخر، هو أن هذه الوظيفة لا تحمل مسؤولها الكثير، فهي تقتصر وببساطة على رفع السماعة، الإجابة، ثم إغلاقها، لكنها - وفي المقابل - ثوان معدودة، تسهل على المراجع الكثير والكثير، وتحول دون تعطل مصالحه، وتأخرها، بسبب موظف متراخ لا يريد أن يعمل.
أشير أيضا إلى أن هناك جهات توظف الآسيويين والأجانب بكل عام بهذه الوظيفة، وجهات أخرى توظف البحرينيين، لكنها تجبرهم على الرد باللغة الإنجليزية، فهل يجوز هذا؟ وهل يحدث أن يرد موظف البدالة مثلاً في بريطانيا على المراجعين باللغة العربية؟ أجزم لكم بأنه لا يجرؤ.
يجب متابعة أداء موظفي البدالة بكل القطاعات، وإشعارهم المستمر بأن الأعين عليهم مفتوحة، وأنهم واجهة الجهات التي يمثلونها، ووظيفتهم لا تقل أهمية عن أية وظيفة أخرى.. اتقوا الناس بمسؤولياتكم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية