العدد 4878
الإثنين 21 فبراير 2022
banner
إعلانات ظاهرها الدين وباطنها العمل السياسي
الإثنين 21 فبراير 2022

عندما نتابع ونراقب تحركات الجمعيات الإسلامية السياسية مع قرب موعد الانتخابات النيابية والبلدية، نشعر أن هناك تحركات متصلة بالتكنيك وأساليب العمل السينمائي التجاري وأنظمته، والذي يهدف ويهتم كثيرا بالكسب المادي ولو على حساب القيمة الإنسانية، فهذه الجمعيات تتكلم بالأرقام وتنفيذ الأجندات، وتنزوي الأفكار والقيم النبيلة، وليست مفاجأة غريبة أن تبدأ بعض هذه الجمعيات بوضع الإعلانات الدينية في الشوارع، والتي ظاهرها الدين وباطنها العمل السياسي، فكلنا نعرف كمتابعين الظاهر والخفي، ونوعية الجرعات الدينية التي تقدمها تلك الجمعيات بغية السيطرة على العقول والأجساد، وبقليل من التمحيص والتحليل سنكتشف أن هذه الجمعيات تهتم بالمنافع على حساب العمل الوطني الحقيقي، آيديولوجيات وشعارات رنانة ومخططات وتعبئة جماهيرية، وكل ذلك من أجل الوصول إلى البرلمان.
هذه الجمعيات تستغل الدين سياسيا لإخضاع الناس به، ولا يعقل أن نتصدى للصدى ونترك الصوت، بمعنى.. كيف يتم السماح لها بملء الشوارع بالإعلانات واليافطات وكأن المجتمع البحريني لا يعرف من أمر دينه سوى القشور.. نصائح وحرام وحلال وصغائر وكبائر والنية والعزم وغيرها من الكلمات التي تشعرك بأنك في كابول طالبان ولست في دولة عصرية مدنية، ومن غير المستبعد أن “تغار” الجمعيات المماثلة وتبدأ تغطية شوارعنا وطرقاتنا بمثل هذه الشعارات وبنفس المعيار و”تضيع الحسبة عقبها”، فالمواطن بات يعرف هذه الجمعيات وطريقتها وأسلوبها وتحايلها... حيث تضع نفسها وكأنها مكلفة بمحاسبة العباد، وهذه مصيبة كبرى لا يمكن السكوت عنها أبدا، وحتما في الأيام القادمة سنشهد سيناريوهات مختلفة بطقوس جديدة تتناسب مع كرسي البرلمان ومدى الاستفادة منه بدرجة كافية.
أحد الكتاب العرب قال ولا أريد ذكر اسمه.. “وهل لنا أن نقتلع تلك الشجرة من جذورها، شجرة التأسلم السياسي التي تدعو لتديين السياسة أو تسييس الدين”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية