تقدم العالم بشكل مذهل ولم تعد البيئات مقفلة على ذاتها قليلا أو كثيرا، إنما انفتحت أبواب الأوطان جميعها على بعضها البعض، وأصبحت الشعوب بما لا يدع مجالا للشك بحاجة إلى التلاقي ودق ناقوس العلم في مجالات عدة، والبلد الناجح هو الذي يجد طريق المستقبل ويفتح ذراعيه لنهج التقدم أيا كان، وتأتي خطوة مجلس الوزراء بإعلان إطلاق الإقامة الذهبية التي تأتي ضمن خطة التعافي الاقتصادي لدعم مسارات التطوير في مختلف القطاعات، خطوة عملية واسعة رائدة على اعتبار أن الحياة ابتكار وتجديد، وأننا نعيش في عصر الخطط العملية الحاسمة التي تبنى عليها السياسات الثابتة للدول.

الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية منحت الجنسية لعدد من أصحاب الكفاءات والخبرات بغرض تعزيز عجلة التنمية ودعم مشروعات التحول الاقتصادي الذي تشهده، ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة طبقت نظام الإقامة الذهبية لفئات معينة ومحددة من المقيمين، كرجال الأعمال، وأصحاب المواهب المتخصصة، والمهندسين في مجالات التكنولوجيا وهندسة الكمبيوتر والإلكترونيات والبرمجة وغيرها، واليوم مملكة البحرين تسير على هذا النهج في استقطاب الكفاءات والمبدعين والمستثمرين ورؤوس الأموال والنوابغ، ما سيؤدي إلى خلق قوة اقتصادية مضاعفة تليق بمكانة البحرين في المجتمع الدولي.

رجل الأعمال فاروق المؤيد قال قبل أيام لـ “البلاد”: “الكثير من الأجانب والمتقاعدين المستثمرين يرغبون في الإقامة الدائمة بالبحرين، والقرار سينعش القطاع العقاري بشكل كبير كما فعل في البلدان التي طبقت القرار من قبل واستفادت اقتصاديا ومهنيا، وأوضح المؤيد أن القرار من شأنه استقطاب المستثمرين ورؤوس الأموال في عدة قطاعات، كما أن الإقامة الذهبية سيستفيد منها قطاع التجزئة وأصحاب الهايبرماركت ومعارض السيارات وجميع القطاعات الخدمية بمملكة البحرين”.

علينا استيعاب ثمار الثورة التكنولوجية وملاحقة كل ما يتوصل إليه العلم بحيث تصبح مملكة البحرين بقيادة سيدي جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، ومؤازرة سيدي سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، قوة جذب لتدعيم البناء.