العدد 4865
الثلاثاء 08 فبراير 2022
banner
لماذا يخون البعض وطنه؟!
الثلاثاء 08 فبراير 2022

تتلاحق معطيات الحياة السياسية والاجتماعية وتغنيها الأحداث بانسياقها وكثافتها اليومية والمرحلية، لكن السؤال الذي يستدعي البحث والتحليل هو لماذا يخون البعض وطنه ويضيع خطواته عمدا، ويلتحق بالمعامل الرجعية وقوى التآمر والعدوان، ويقبل على نفسه أن يعيش حياة بائسة بلا كرامة وقيم وثوابت وطنية؟!
لماذا يرفضون تأدية الواجب الوطني بمنتهى الشجاعة والإخلاص، وتتعاظم قواهم في الإساءة إلى الوطن متصورين أنهم سيتمكنون في المستقبل من الحصول على شيء كما يوهمهم الأعداء ومندوب التحريض والطائفية والانقسامات؟!
لا أفهم، كيف لشخص أن يرفض العيش في بلد ينعم بالأمن وغلبة الحق وسيادة الحرية والقانون، والتآخي والمحبة والوئام، بل وتحت شمس العروبة، ويختار حياة العصابات في إيران ويبدي كامل الاستعداد للتعاون مع النظام العنصري الإرهابي حاملا على صدره أوسمة العار والذل والخيانة.. كيف لشخص لا يعرف مصلحته الحقيقية وحريته الحقيقية ودوره في المجتمع وعزته وكرامته، وعظمة الجهد الذي يبذله وطنه في سبيل العيش مع أسرته معززا مكرما ليتبوأ المكانة اللائقة بين الشعوب.
أحدهم أخذ “المايكرفون” وقد توتر صوته وارتفع أمام خامنئي، وأخذ يمجده بعنف وحرارة ويسترشد بنجوم دجله، ويسيء إلى الأرض والوطن والأهل في صورة تعبر عن الألوان الكثيرة والمختلفة للخيانة وفقاعات الذل المنفجرة الواحدة تلو الأخرى، وحياة العار اللذيذة الصعبة التي يتفاخر بها ولا يريد تركها أبدا! كان مشهدا مثل الشجر اليابس المقتلع من قلب الأرض، فقد محيت كلمة “إنسان يفكر” عن هذا الشخص الذي سلب محاسن نفس طوعا مهرولا بغباء من أرض الواقع إلى دنيا الأحلام.
فن الحياة هو فن استغلال تجارب الحياة، تجاربك الشخصية، فضلا عن تجارب الآخرين، وما حصل لكل شخص باع نفسه وضميره لإيران كتاب مفتوح بإمكان أي شخص أن يقرأ سطوره ويفهم معانيه، ولا يحتاج إلى بعثة دراسية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية