+A
A-

سبعون كتابًا للأطفال خلال 2021 واقتراح لتشكيل كيان يضم الكتّاب

نظّم مختبر سرديات البحرين حلقة نقاشية تناولت حصيلة السنة المنصرمة 2021 في مجال أدب الأطفال في مملكة البحرين.

ففي إحصائية، أن هناك حوالي سبعين كتابًا للأطفال واليافعين صدر في العام الفائت، منها 63 قصة للأطفال، و8 روايات لليافعين.

وأمام هذه الأرقام، تفاوتت آراء المشاركين بين من اعتبر زيادة عدد الإصدارات هو حالة صحية ستتكفل الأيام بفرز الجيد منها والأقل جودة، بينما اعتبر آخرون أن هناك استسهالًا في نشر قصص الأطفال، وأن النقد الجاد هو ما يمكن أن يقوّم العملية، كما دعو إلى ضرورة تشكيل كيان يعنى برعاية أدب الأطفال بالمملكة، وأكدوا ضرورة تفعيل وظيفة (المحرر) في دور النشر كما هو في الدول المتقدمة.
في هذا الصدد، اعتبر الناقد والشاعر كريم رضي أن عدد الإصدرات كبير، وهو بمعدل ستة إصدارات في كل شهر، ورأى أن الكثرة لا تدل للأسف على رغبة أو إرادة في ملء مجال مفتوح أو ناقص، بل تدل على شيء واحد فقط هو سهولة الإصدار، فنحن في زمن تحدث فيه الأشياء لا لأهميتها بل لسهولتها.

وأكد أنه يمكن الانتقال من الكم إلى الكيف عبر النقد، وخاصة النقد الشجاع الذي لا يجامل ولا تأخذه في الفن لومة لائم.

بدورها، أكدت الكاتبة شيماء الوطني والتي صدرت لها مؤخرًا رواية لليافعين بعنوان (ما لا نراه)، أن هذه الأرقام تبشر بالخير من ناحية وجود الاهتمام بأدب الطفل، لكنها تساءلت هل أن هذه الأعمال ترقى جميعها لأن تكون في المستوى المطلوب؟

الروائي والقاص جابر خمدن الذي صدرت له رواية لليافعين بعنوان (نوراس وقطتها السوداء)، ذكر أن عدد الإصدارات في عام كامل ليس كبيرًا، وأن هذه الإصدارات في أغلبها تجارب، وهي في النهاية تصب في بحيرة أدب الطفل، وأن الأمور سوف تنتظم مع الوقت، حينما يتم فرز الجيد من غيره، ومن يجد في نفسه الميول والاهتمام بولوج هذا السرد، فليجرب حظه ولكن عليه أن يمسك بخيوط هذا النوع من الكتابة، وذلك ما يحتاج منه إلى قراءات مكثفة وحتى الدورات ربما تكون مفيدة.

كما اقترح أن تكون هناك مبادرة لتشكيل كيان يضم كتاب أدب الطفل في البحرين، بهدف بتبادل الخبرات وتنظيم الحوارات للرقي بأدب الطفل في البحرين.

أما بالنسبة للنقد، فقد ذكر أن أدب الطفل يحتاج إلى نقاد متخصصين في هذا النوع من السرد، وأن نسبة عدد النقاد إلى عدد الكتاب هي نسبة ضئيلة جدًّا.

الناقد زكريا رضي ذكر أنه قد يكون هذا العدد مؤشرا على علامة عافية في الإنتاج القصصي لأدب الطفل، وإن رآه دون الطموح، ودعا القائمين على أدب الطفل أن يطلعوا على تجارب كتاب الطفل الآخرين ويتابعوا أحدث الإصدارات التي تصدر في أدب الطفل عربيا وعالميا، وأن يرصدوا تلك التجارب المتميزة التي حققت السبق، وأن يسألوا أنفسهم أين نحن؟ ولماذا تميز أولئك؟

الناقد والتربوي عقيل رضي أرجع الاهتمام بأدب الطفل مؤخرًا إلى أسباب عديدة منها النواحي التجارية، فلو لاحظت معارض الكتب ستجد الإقبال الكبير على زيارة دور نشر الأطفال، وهو ما يشجّع الدور والكتّاب على المزيد من الإنتاج، كما أن لمشروع تحدي القراءة العربي، ومشاريع المدارس التي تهدف إلى تعزيز القراءة، دورًا في تنشيط هذه المساحة.

لكنه أشار إلى أن الكتب تنتج بسرعة أكبر من سرعة النقد لها، وهو ما يتطلب تكثيف جهود النقاد للاهتمام بهذا المضمار.

الكاتب عباس عبد الله دعا إلى ضرورة استمرارية الدعم للكاتب في مختلف المراحل، قبل صدور الكتاب، وأثناء ذلك، وبعده، وأن يكون الدعم مستمرًا حتى الوصول إلى التميز والإبداع.
الأكاديمي والناقد الدكتور علي فرحان رأى أن الكثير من هذه النتاجات التي صدرت في 2021 وقعت في مجال المسابقات، وأكد أنه ليس ضد المسابقات، ولكن يبقى الإنتاج المتعلّق بالمسابقات أدبًا موجهًا.

يذكر أن مختبر سرديات البحرين، وضمن خطته للسنة الحالية، يولي اهتمامًا بمتابعة أدب الطفل في البحرين، شأنه شأن باقي أشكال الأدب من قصة ورواية، وعينه على النتاج البحريني من أجل مزيد من دراسته والارتقاء به.