تعرف الصحة النفسية بأنها “سلامة الجسم من الأمراض والآلام، وسلامة الأعضاء الداخلية، وتوافقها مع السلوك الخارجيّ للفرد وتفاعلاته واستجاباته”، ويختلف ذلك باختلاف ثقافة المجتمعات ومعتقداتها، والمتفق عليه هي “حالة الفرد السائدة والمستمرة والتي يكون فيها مستقرًا ومتوافقًا نفسيًّا واجتماعيًّا، وشعوره بالسعادة مع الذات ومع الآخرين”، فالإنسان اللبنة الأساسيّة للمجتمع وجوهر بنائه، والإنسان السوي هو مصدر النهضة والفكر والتقدّم.
وتمتع الإنسان بصحة نفسية إيجابية يُساعده على القيام بأداء واجباته ومهماته الذاتيّة والاجتماعيّة بشكل جيد، وعكس ذلك يُؤثر سلبيًّا على عطائه وإنجازاته، وتؤكد الدراسات المختلفة أهمية الصحة النفسية لما تضيفه للإنسان من قدرة عالية على الإنتاجية والسعادة والعطاء، وتجعله أكثر قابلية للتعامل الإيجابي مع المشكلات المختلفة وتوازن الانفعالات عند الوقوع تحت الضغوط الحياتيّة المختلفة، والتغلب عليها، وتحمل المسؤوليات، وتجعله متوافقًا مع ذاته ومتكيّفًا مع مجتمعه، لذا، فالصحة تساهم في تحقيق التنمية الاجتماعية، وتساهم بزيادة إنتاجية العاملين وتنمية مهاراتهم المهنية.
وتطرق المؤتمر الدولي الثالث لجمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية المنعقد في 19 و20 يناير 2022م في البحرين إلى أبرز وأفضل الممارسات والتجارب في مجال الصحة النفسية في بيئة العمل، وخرج بالعديد من التوصيات.
وتسبب “كوفيد 19” بتأثيرات سلبية كبيرة على الصحة النفسية للعاملين والموظفين و”أصابتهم الجائحة بأعراض القلق أو الاضطراب الاكتئابي”، وعليه، لابد أن يتم التعامل مع الصحة النفسية كالبدنية، بنشر ثقافة الصحة النفسية، وتحسين العلاقة بين مدراء العمل والعاملين، كما على الدولة أن تنشئ أدوات قياس لتتبع وتحسين أداء أماكن العمل في مجال الصحة النفسية وقياس رضا العاملين عن ذلك، وهذا يؤدي إلى الاحتفاظ بالموظفين وزيادة إنتاجيتهم وانخفاض التغيب عن العمل، ما يُساهم في تحقيق بيئة عمل آمنة تتسم بالثقة والشمولية.