استهداف المنشآت النفطية في أبوظبي بطائرات “درون”، والتي أعلنت الجماعات الحوثية مسؤوليتها عنها، هي رسالة جديدة إلى العالم المتحضر، بأن “الحوثة” فئة خارجة عن القانون، لا تمثل اليمنيين، ولا اليمن قيد شعرة، وأنه يستحيل تحت أي ظرف أو زمان، الجلوس معها على طاولة الحوار أو النقاش.

والحوثة لا يمثلون بإرهابهم ضد السعودية أو الإمارات، أو العمق اليمني، الوجه الإيراني فقط، إنما كل المنظومات الاستعمارية الغربية التي لا تريد للخليج العربي خيراً، والتي تطمع وأي طمع، بثروات النفط والغاز وغيرها من خيرات هذه الأرض المباركة.

وكنت في مداخلة إخبارية لقناة “بي بي سي -عربي” مؤخراً، قد قلت إن دول الخليج مدعوة، أكثر من أي وقت مضى، لأن تتوقف عن المراهنة على المجتمع الدولي أو المنظومة الدولية في حل النزاعات مع إيران أو مع وكلائها في المنطقة، والسبب هو النفاق السياسي الكريه، الذي يزكم الأنوف، والذي نراه ونقرأه بوضوح بتصرفات الدول العظمى التي لا تهمها إلا مصالحها فقط، فهي تدور الأزمات، دون أن تحلها.

وقلت أيضا إنه لو صح ما تدعيه هذه الدول باستمرار، عن المساعي لنزع فتيل الأزمات بمنطقة الخليج والشرق الأوسط، ووقف محراب الدم هنا وهناك، لكانت قد ابتدأت بحزب الله اللبناني الذي تجول فيالقه في لبنان وسوريا والعراق واليمن، تسرح وتمرح، وتقتل وتنحر، وتستبيح، بلا حسيب أو رقيب، وهو المصنف عالميا بالإرهابي.

هذه الأفلام والتمثيليات التي طالت حياتنا وحياة أولادنا منذ عقود، تتطلب أن نتوقف عن المراهنة على الأجنبي في أي شيء، لأنه أساس كل المصائب والابتلاءات، وأن نتجه في تحالفاتنا نحو الشرق، خصوصا دول العالم الإسلامي. ودمتم بخير.