ظروف غريبة وغير متوقعة تلك التي أوجدتها الجائحة، نمط حياة تغير بالكامل، أناس رحلوا لخالقهم فجأة، بعد أن كانوا جزءا من يومياتنا وذكرياتنا ونمط تفكيرنا.
تجار تهاوت امبراطورياتهم بغتة، دول تغير حالها برمته، أمور كثيرة ما كان للعقل أن يتخيلها أو يتوقعها، حدثت ولا تزال تحدث وتحدث، بلا توقف.
هذه الأحوال المتسارعة والمدمرة كلها، أدخلت الكثيرين فلك الفقر والحاجة والألم والوجع والحرمان، كمن خسروا وظائفهم، وتجارتهم، ليجدوا أنفسهم في نقطة البداية من جديد، وكمن ضاقت عليهم الظروف وتكالبت، قبالة تزايد طلبات الأسرة والأولاد والاحتياجات.
وما بين هذه الحال وتلك، تتزايد علينا جميعا مسؤولية التكافل الاجتماعي، ومسؤولية النظر لظروف الآخرين، ومسؤولية الخروج من دائرة (الأنا) الضيقة، وأن نستذكر دوماً الحديث النبوي الشريف بأن “خير الناس أنفعهم للناس”.
فكل مواطن يعمل ويكد في أي موقع يسترزق به، سواء كان بكشك، أو بقالة، أو عربة طعام، أو على حساب تجاري في تطبيق ذكي، أو على رصيف، أو حديقة، هو الأحق منا باللفتة، والدعم، والمساعدة، والنجدة.
وكل أسرة منتجة، وشاب بدأ مشروعاً صغيراً، وامرأة ومتقاعد، يعملون بجهد في أية تجارة صغيرة، ومتواضعة، ليوفوا أسرهم احتياجاتهم، هم الأقرب لنا بالمسؤولية، والأحق بالدعم والوقفة والمساندة.
الوقوف مع أبناء البلد الأوفياء، لكسب لقمة العيش الشريفة، واجب أخلاقي نتشارك به جميعاً، فلا تنسوهم، وكونوا أول من يقف أمامهم، ودمتم بخير.