دعوة كريمة استجبت لها قبل أيام، لزيارة المخرج الكبير بسام الذوادي في مكتبه الأنيق، حيث أهداني مشكوراً نسخة من كتابه الوثائقي “السينما كما عرفتها”، والذي يجسد مسيرته الإبداعية الطويلة في بناء هذا القطاع منذ أكثر من أربعين عاماً.
الذوادي المبتسم دائماً، والذي نهض بالقطاع السينمائي البحريني، وأبرز الكثير من الوجوه الشابة، لتصبح اليوم أرقاماً مهمة في الدراما البحرينية والخليجية والعربية، لا يزال على سابق عهده، نشطاً، متحمساً، مبدعاً، وأيقونة لبناء السينما العصرية التي تنقل الكلمة والثقافة النافعة لنا جميعاً.
في مكتبه رأيت الصور التي تجسد مراحل التحول المختلفة، ورأيت اللوحات الفنية التي رسمها بأنامله، ورأيت القصاصات الصحافية والإعلامية التي تتحدث عن الرجل العصامي الذي نحت لنفسه طريقاً، وسط الصخور، موجداً مكانة تتحدث عن الإنجاز، وإمكانية كسر حاجز المستحيل، أيا كانت الصعاب والتحديات.
وجاء كتابه الوثائقي “السينما كما عرفتها” كرسالة حيه للشباب البحريني، والذي يحتاج لأن يقرأ المزيد والمزيد عن تجارب الآخرين، ليعرف أماكن التغيير، ومواقع القوة، وأسباب النجاح، وكيفية التغلب على مصاعب الحياة، وتراكماتها.
مسيرة بسام الذوادي المستلهمة من الواقع المحلي نفسه، مسيرة مهمة، وحكاية نجاح بحرينية، فاستلهام القصص الواقعية، والنظر إليها، خير حافز للإبداع، وعبور المستقبل.
كل ما نأمله، هو أن نرى الوجوه البحرينية حاضرة دوماً بكل حقول الإبداع والتنوير والنهضة الوطنية، وأن يكون أبناء الوطن في صدارة المشهد دوماً، ودمتم بخير.